
الناس-
حذر الدكتور محمد الفقيه استشاري جراحة الأورام والجراحات الدقيقة والمناظير، من أن مأساة مرض السرطان أعمق من مجرد تأمين الدواء، معلقا بأن “السرطان لا ينتظر الوعود، ولا يعالج بالتصريحات”.
وعلى خلفية الضجة التي أثيرت حول استيراد أدوية السرطان من العراق قال الفقيه الذي يشغل رئيس المجلس العلمي للأورام بالمجلس العربي للاختصاصات الطبية أن “السرطان ليس عقارا كيماويا فقط، بل منظومة صحية متكاملة”.
وانتقد استشاري جراحة الأورام في منشور على صفحته التعامل مع الملف قائلا: “في مشهد متكرر، خرج علينا رئيس “هيئة السرطان” نافياً استيراد الأدوية من دولة عربية شقيقة، مُطلقاً وعوداً من نوع “سنوفر”، “سنوّزع”، و”سنعمل مفاجأة علاجية”… وكأن الورم ينتظر فخامته حتى يُقرر متى يبدأ العلاج!
لكن الحقيقة جاءت، هذه المرة، من السفير العربي الشجاع، الذي صرّح بكل وضوح أن بلاده بدأت فعلاً في إرسال أدوية الكيماوي إلى ليبيا دون بهرجة إعلامية أو نفي رسمي”.
وعاد الفقيه ليشرح رؤيته للتعامل مع مريض السرطان في نقاط: تشخيص نسيجي دقيق، أجهزة أشعة حديثة، علاج إشعاعي ونووي، جراحة اورام، رعاية تلطيفية تحفظ الكرامة، متسائلا: “أين نحن من هذه المنظومة”؟
وأجاب بقوله: “مفككة، شبه مفقودة، شبه متوقفة… بينما يُختزل كل شيء في “الدواء”، ويُترك هذا الملف لشركات محلية، بعضها وهمي، وبعضها الآخر لا يُسمح لممثليه بالدخول إن لم “يدفعوا الجزية”!
وانتقد الفقيه تعامل الحكومة مع الملف واصفا إياها بالمأساة الكبرى، معربا عن اعتقاده بأن ما يحدث الآن هو “نتيجة تفريخ أجسام موازية لوزارة الصحة”- حسب تعبيره- مبينا أن القصد هو: هيئة للسرطان، هيئة للتدريب، هيئة للكلى، هيئة لتوطين العلاج، هيئة للرعاية.. كلها تتقاطع، تتنازع، وتُنهك الوزارة الأم، ثم يخرج علينا من يقول: “الصحة فاشلة”!.
واختتم الفقيه بالقول: “من أفشل الصحة هم من أنشأوا هذه الأجسام الهجينة وسكتوا عنها، حتى صار المواطن هو من يدفع الثمن… بصحته، وبكرامته”.