العربي الجديد-
يتعين على الأطراف الليبية في الوقت الحالي، إعادة النظر بشكل عاجل في الإطار الدستوري للانتخابات، وتعديل ما يمكن تعديله من بنود القوانين الانتخابية الخلافية، بحسب مصادر “العربي الجديد”، التي كشفت أن أهم عرقلة يعمل المجتمع الدولي على تجاوزها في هذا الاتجاه تتعلق بالتوافق على شخصية بديلة عن المبعوث الأممي المستقيل، يان كوبيتش، لقيادة المرحلة، خصوصاً في ظل التشظي الكبير الحاصل في مواقف أعضاء مجلس الأمن وآرائهم بشأن مقترحات إعادة هيكلتها، وضرورة نقل مقرها من جنيف إلى ليبيا، لتتمكن من العمل قريبة من الأحداث.
وكشفت استقالة كوبيتش المفاجئة عن وقوع البعثة الأممية في بؤرة الخلافات الحاصلة في العملية الانتخابية الليبية، فالتسريبات والتحليلات دفعت بالكثير من الأسباب التي تقف وراء استقالته، لكن كلها لم تنفِ علاقة الاستقالة بمجريات العملية الانتخابية، ومنها أن سببها خلاف بينه وبين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، بشأن إفساحه المجال لمجلس النواب للتفرد بإصدار القوانين الانتخابية، من خلال صمته وتغاضيه عن مخالفة إصدارها بالتفرد، مع كثرة المعارضين لطريقة إصدارها والتصويت عليها داخل جلسات مجلس النواب، سيما بعد أن أعطت القوانين زخماً جديداً لطرف ليبي للعودة بقوة للمشهد، بعد أن خسر رهانه على السلاح في معركة دامت عاماً ونصف العام للاستيلاء على العاصمة طرابلس.
كما ثمة أسباب أخرى تشير إلى ميل كوبيتش إلى سياسات موسكو في ليبيا، من خلال تعطيله نتائج الجهود التي توصلت إليها الدبلوماسية الأميركية ورئيسة البعثة بالإنابة السابقة، ستيفاني وليامز، ما دفع واشنطن، المنخرطة بقوة في ملف الانتخابات الليبية حالياً، للضغط عليه لإعلان استقالته.
لكن ما لا يمكن إنكاره أن فراغاً أممياً مفاجئاً قد حدث في الملف الليبي في فترة مهمة بالنسبة للداخل الليبي والخارج، أي قبل موعد إجراء الانتخابات بشهر، ما يثير الكثير من المخاوف بشأن إمكانية اجرائها أو عدمها، ويدفع بشكل فعلي بسيناريوهات التأجيل إلى الواجهة، لإنقاذ العملية الانتخابية.
وكانت الأمم المتحدة، قد أعلنت يوم الثلاثاء الماضي، أن أمينها العام أنطونيو غوتيريس قبل، استقالة مبعوثه الخاص إلى ليبيا، السلوفاكي يان كوبيتش، ويبحث عن بديل في أسرع وقت.
وخلال مؤتمر صحافي، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريس “السيد كوبيتش قدم استقالته إلى الأمين العام، الذي قبلها بأسف، ويعمل على إيجاد بديل له على وجه السرعة”.
وأردف دوجاريك أن “السيد كوبيتش ربما يكون أكثر الحرصاء على عدم زعزعة استقرار بعثتنا الأممية في ليبيا”.
وأشار مصدر دبلوماسي إلى أن كوبيتش ربما “يشعر بأنه لا يتمتع بدعم كاف”.
وانقسم مجلس الأمن الدولي، أخيراً، حول مسألة إعادة تنظيم قيادة البعثة السياسية الأممية إلى ليبيا، إذ طالب عدد من أعضاء المجلس بنقل منصب الموفد من جنيف إلى طرابلس.
وقال دبلوماسيون إن يان كوبيتش كان متحفظاً على نقل منصبه.
وتسلّم يان كوبيتش (69 عاماً)، الذي كان موفداً أممياً سابقاً إلى لبنان، مهامه كممثل خاص للأمم المتحدة في ليبيا في يناير الماضي.