رأي- الرسول الكريم والأوبئة.. وجهة نظر أمريكي!..
* كتب/ عطية صالح الأوجلي
نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية مقالا يوم 17 مارس الجاري للكاتب الدكتور كريج كونسيدين، تحدث فيه عن نصائح الرسول الكريم، عليه أفضل الصلوات والسلام، في مواجهة الأوبئة.. فيما يلي ترجمة للمقال :
” أجبرت جائحة فيروس كورونا الحكومات والمصادر الإخبارية على تقديم أكثر النصائح دقة وفعالية لسكان العالم، حيث أن هذا المرض يمس الجميع بالفعل، وحيث ازداد الطلب على المتخصصين في الرعاية الصحية، وكذلك العلماء الذين يدرسون انتقال الأوبئة وتأثيراتها.
هذا ويتفق خبراء مثل عالم المناعة الدكتور أنتوني فوسي والمراسل الطبي الدكتور سانجاي غوبتا على أن “النظافة الصحية الجيدة” و”الحجر الصحي”، أو ممارسة العزل عن الآخرين على أمل منع انتشار الأمراض المعدية، هما أكثر الأدوات فعالية لاحتواء فيروس كورونا .
فهل تعرف من أيضا اقترح النظافة والحجر الصحي كوسائل للتعاطي مع الوباء؟
إنه محمد، نبي الإسلام، وكان ذلك قبل 1300 عام.
على الرغم من أنه لم يكن بأي حال من الأحوال خبيرًا “تقليديًا” في مسائل الأمراض الفتاكة، إلا أن محمدا كانت لديه النصيحة الفعالة لمنع ومكافحة تطور مثل فيروس كورونا .
قال محمد: “إذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها”.
وقال أيضا: “يجب إبعاد المصابين بالأمراض المعدية عن الأصحاء”.
كما شجع محمد البشر بشدة على الالتزام بممارسات النظافة التي من شأنها أن تبقي الناس في مأمن من العدوى. تأمل في الأحاديث أو أقوال النبي محمد التالية:
“النظافة من الإيمان.”
إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه قبل أن يدخلهما في الإناء ثلاثا، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده.”
“إن بركات الطعام تكمن في غسل اليدين قبل وبعد الأكل”.
ولكن ماذا لو مرض شخص ما؟ ….
ما هي نوع النصيحة التي سيقدمها محمد إلى إخوانه من البشر الذين يعانون من الألم؟
الرسول كان سيشجع الناس على الحصول على العلاج الطبي والأدوية، لأنه ما من داء إلا أنزل الله له دواء. باستثناء مرض واحد -الشيخوخة.
ولعل الأهم من ذلك أنه كان يعرف متى يوازن بين الإيمان والعقل.
في الأسابيع الأخيرة، ذهب البعض إلى حد القول بأن الصلاة ستكون أفضل في إبعادك عن الفيروس التاجي بدلاً من الالتزام بالقواعد الأساسية للإبعاد الاجتماعي والحجر الصحي. كيف يرد النبي محمد على فكرة الاقتصار على الصلاة كالعلاج الرئيسي أو الوحيد؟
تأملوا القصة التالية، التي أوردها لنا في القرن التاسع الباحث الفارسي الترمذي :
في أحد الأيام، لاحظ النبي محمد أن رجلاً بدويًا قد ترك جمله دون ربطه. فسأله: “لماذا لا تربط جملك؟” أجاب البدوي: “أنا أثق بالله”. قال النبي: “اربطوا جملكم أولاً، ثم ثقوا بالله”.
لقد شجع محمد الناس على التماس الإرشاد في دينهم، لكنه أعرب عن أمله في أن يتخذوا إجراءات احترازية أساسية لاستقرار وسلامة ورفاهية الجميع. وبعبارة أخرى، كان يأمل أن يستخدم الناس فطرتهم السليمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*** الدكتور كريج كونسيدين محاضر عالمي ومساهم إعلامي وأستاذ جامعي بقسم علم الاجتماع في جامعة رايس. وهو مؤلف كتاب “إنسانية محمد: من وجهة نظر مسيحية”(2020)
وكتاب “الإسلام في أمريكا: استكشاف القضايا” (2019) ، ضمن كتب أخرى.
***الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن وجهة نظر المؤلف.