الناس-
أصدرت محكمة في الولايات المتحدة مذكرة استدعاء للمدعو “خليفة حفتر” في دعوى مدنية تقدّم بها عدد من المواطنين الليبيين هناك.
المذكرة التي تحصلت عليها صحيفة الناس صدرت في السابع والعشرين من أغسطس 2019، وفي حال لم يرد “حفتر” تقول المذكرة إنه سيتم إصدار حكم افتراضي ضده.
وسجلت القضية تحت رقم (1:19cv853) بمحكمة المقاطعة الولايات المتحدة المنطقة الشرقية من ولاية فرجينيا.
وحسب صحيفة الدعوى فإن المدعين هم: عايدة الزقلي، آية التونالي، آلاء التونالي، عبدالرؤوف التونالي، محمد التونالي، عبدالحميد التونالي، عبدالعظيم التونالي، ميس أحمد معيوف، وعبدالحميد الهرامة.
وجاء في صحيفة الدعوى أن المواطن الأمريكي “خليفة حفتر” غادر في عام 2015 منزله في شمال فرجينيا متجها إلى ليبيا وقام بتشكيل ميليشيا من جنود مختلفين بعضهم من خارج ليبيا وكانت دوافعهم أما المال أو التدمير، وعيّن نفسه مشيرا وقائدا للجيش. ثم شن “حربا عشوائية” ضد شعب ليبيا من خلال التفجيرات وعذب آخرين، و”قتل أفراد عائلة المدعين عندما قام بالقصف العشوائي ضد المدنيين”.
كما ورد في الصحيفة أن الكثير من قوات حفتر هم من المقاتلين السابقين لداعش أو طالبان أو قاتلوا في الحرب الأهلية في سوريا، وقد سيطر بالقوة على معظم شرق ليبيا، ويسعى منذ 2015 للسيطرة على طرابلس “يقتل ويفجر المدنيين”.
وقال المدعون إن “قوات حفتر قتلت النساء والأطفال والأبرياء دون أي اعتبار لحياة البشر”، و “تستهدف الأحياء المدنية والمستشفيات”، و”تتصرف بوحشية شديدة، وتحتفل بقتل المدنيين” معززين أقوالهم بالصور، مشيرين إلى أن هذه القوات قتلت بناء على أوامره أكثر من ألف شخص.
وذكر محامي المدعين “فيصل قيل” إنه في يوم (14 أبريل 2019م) كان “مصدق التونالي” يقوم بإجلاء النساء والأطفال من منطقة تعرضت لقصف عشوائي من قبل قوات حفتر في عين زارة، فعاودت قوات حفتر القصف ما أدى على مقتله. نتيجة إصابته بقذائف صاروخية وهاون، تاركا خلفه زوجة وستة أطفال، يعتبر المغدور عائلهم الوحيد.
وقد أصيب أطفاله بصدمة شديدة نتيجة فقدانه، وتسبب مقتله في أن “آية” صارت غير مستقرة نفسيا وتعاني من كوابيس أثناء النوم.
وفي حالة أخرى تعرض حي الانتصار بالعاصمة طرابلس لقصف بالصواريخ في السادس عشر من أبريل 2019م، حيث تقيم السيدة مفيدة أبوقصيعة مع أمها وأختها وابنتها الصغيرة، وقد قتلوا جميعا تحت القصف. وتعاني ابنتهم “ميس معيوف” التي نجت من القصف من صدمة نفسية شديدة، وتعاني من الاكتئاب الشديد وترفض تناول الطعام أو الاختلاط بالآخرين، ومن الواضح أنها ستعاني من آثار القصف العشوائي على المدى الطويل.
وفي 06 أبريل 2019 كان الدكتور “أيمن هرامة” يقوم بعمله في توفير الرعاية الطبية وإنقاذ الأرواح في المستشفى الميداني المدني بمنطقة وادي الربيع جنوب طرابلس، عندما قام المدعى عليه حفتر بقصف المستشفى بشكل عشوائي، ما أدى إلى مقتل الدكتور أيمن، الذي كرس حياته للعمل الإنساني، وكان يعمل بجانب عمله بمستشفى الأطفال كعضو في العديد من منظمات المجتمع المدني المتعلقة بالأنشطة الإنسانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن قصف المستشفيات يمثل انتهاكا واضحا لجميع قوانين الحرب وانتهاكا للمادة 27 من اتفاقيات لاهاي والمادة الخامسة من اتفاقية لاهاي التاسعة.
وفي تهمة أخرى ذكر محامي المدعين أن “ارتكب جيش حفتر أعمالا إرهابية دولية ضد السكان المدنيين في ليبيا بتعذيبهم وقصف منازلهم وطردهم من مساكنهم”، مبينة أن “تصرفات حفتر ضد قوانين الأمم ولوائح الأمم المتحدة، واتفاقية جنيف والمادة السابعة والجرائم ضد الإنسانية، من نظام روما الأساسي لمحكمة العدل الجنائية الدولية”.
وبعد أن سرد المحامي التهم التي يواجهها حفتر، والقوانين التي انتهكها، طالب بإصدار حكم ضده في جميع التهم في النقطة الأولى.
وفي النقطة الثانية طالب بالحكم عليه بالتعويض عن الأضرار التي تسبب بها بما قيمته 25 مليون دولار.
وفي النقطة الثالثة الحكم بقيمة مائة مليون دولار، كعقوبة للأضرار.
وأيضا دفع جميع تكاليف المحكمة وأتعاب المحاماة المعقولة وأي تعويضات أخرى تعتقد المحكمة أنها مناسبة.