رأي- اليهود لا يقرون المستقبل
* كتب/ محمود ابوزنداح
asd841984@gmail.com
شرح أستاذ القانون الدولي درس الْيَوْمَ وختم بأن إسرائيل تهدد الأمن والاستقرار الدولي، وهمَّ بالخروج فكان مني سؤال؟ كيف يكون لإسرائيل الفاعلية في تهديد الاستقرار الدولي وهي كيان صغير؟
جن جنون الأستاذ وطلب مني الخروج من القاعة مطروداً…. خرجت من القاعة، وبدأت أبحث عن الكتب والدراسات وأقارن بين إيران وإسرائيل، والخطر المحدق بالأمة العربية من الغول الإيراني والتهديد اليهودي الصهيوني، الإجابة تأتي من الكتب والأبحاث ولا نجدها بين أرفف العواطف والمجاملات. عندها رجعت ببحث متكامل إلى أستاذ القانون الدولي بأن إيران لا يمكن لها أن تضرب بالصواريخ وحالات العداء الكاذبة بينها وبين إسرائيل وأمريكا.
رفض ذلك وطلب مني الخروج مرة أخرى وأفاد بأن نهاية هذه السنة سوف تحصل الحرب بين الرموز الثلاث.. ذهبت مسرعاً إلى عميد الكلية، أخذ البحث وطلب مني أن أنسى الموضوع وأنتبه إلى الدراسة فقط لا غير…
انتهت فترة دراستي بالجامعة سنة 2007م، ذهبت السنون، وإيران كما هي والغزل يزداد يوما بعد يوم، والعلاقات العاطفية بين رموز الماسونية أكثر شقاوة مما ترسمه لنا القنوات العربية، فالسلطان سليماني قائد فيلق القدس الإيراني هو المعشوق الأول للنساء، ورجال الدولة العبرية مزعومة الكيان. هذا العشق والتفاهم لم يكن ليدوم إلا لأجل القضية المركزية الواحدة التي تهم البشرية جمعاء قضية العرب؛ من هم العرب الذين يقبعون على مركز العالم وأفضل بقعة فيه؟ هؤلاء الجبناء لهم أفضل الإمكانيات وأكثر الثروات في العالم.
لسان حال الأمم الأخرى يتمتم بأكثر وأشنع من ذلك بكثير. ما يهم العرب هو تطبيق (حي على الصلاة ….حي على الفلاح) قولاً وعملاً، الكثير يعلم بأن القضية الفلسطينية ماهي تجارة أو ورقة لأجل اللعب عليها، والكثير لا يعلم أن إيران باقية وتتمدد إلى حد الوصول إلى حضن إسرائيل وعقد السلام بأن القدس هي أورشليم وكربلاء هي محج العرب وقمة محج المسلمين!!
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلط كثيرا من الأوراق وجعل من غرور الإمبراطورية العظمى أن تنكفئ على ذاتها، ولكن الخطأ قد أوقعها في مشاكل لا حصر لها من رسم الحدود لإيرلندا ومستقبل اسكتلندا والخسارة المتوقعة للخروج والتكلفة المادية الباهظة..
ولكن الضربة الحقيقة التي أهملها الإعلام أو أخفاها هي الطعن في الظهر من قبل اليهود المقيمين ببريطانيا، والطلب المتزايد على الجنسية الألمانية، كما نعلم تاريخياً أن كبار رؤوس الأموال والإعلام تهرب من البلد الذي أنشأ إليهم بلدا بين أضلاع العرب وسهر على حمايتهم، يهاجرون لمجرد أنه أحس ببعض الاضطراب، وإلى أين؟ إلى بلد النازية والاحتقار لليهودية!!
يعلم كثير من اليهود أنهم يوما من الأيام لن يكونوا على هذه الأرض، ليس لأنهم شعب الله المختار كما يعتقد السادة منهم، ولكن على درجة كبيرة من اليقين بأن الخداع والمكر وكثرة الجرائم يجلب الكره والحقد والدمار من الآخرين.
لم يكن رئيس الكنيست السابق إلا فرداً من الكثيرين الذين أبلغوا عّن انقراض إسرائيل من الوجود خلال الخمسين عاماً القادمة، هذا الإعلان من قبل القدس جلب كثيرا من الذعر وهناك من نادى بأن (النتن ياهو) أصبح يزور العرب ويرتبط بعلاقات مع عدد من دول إسلامية.
لم يخف رئيس الكنيست إن إسرائيل في قلب البحر بين شواطئ هائجة اسمها الشعب العربي، له هدف واحد في صدره، لا تنظروا إلى حكام تختلف رؤاهم كلياً عن شعوبهم في التفكير تجاه من يقتل ويدنس ويفعل كافة الجرائم بشعب أعزل.
لم يخف الكاتب المصري السماوي ذلك أيضا أعطى مدة الخمسين عاماً هي فترة إسرائيل المتبقية في الوجود، وأن الشعب العربي في تكاثر وتزايد وأعداد إسرائيل في تناقص والزحف يزداد، وهذا يعطينا أن اليهود المقيمين بالدولة العبرية يقدمون على جنسيات ويحتفظون بجنسيتهم الأصلية، ولا يمكن لهم التفريط بها، ولكن المشكلة في من ولد بإسرائيل أو من الطبقة الأقل حظوة في الكيان العنصري حتى بين أفراده، فلا يمكنهم الهرب من الأجل المحتوم، تزداد إسرائيل في العزلة وفق الظروف العلمية والاجتماعية والاقتصادية وكل شيء يشير إلى ذلك، إلا المسؤول العربي يسعى جاهداً للارتباط بكيان زائل ولا يراهم إلا بعيون إيرانية.. فلا يخفي حقده على العرب إلا بالانتقام عن طريق تسليم المنطقة إلى إيران، في نهاية كل حرب تبقى إيران وأمريكا فقط في العالم! ولا يعلم الإسرائيلي أن العرب لهم الأسبقية في البقاء، لأنهم يحسنون استثمار أخطائهم.. واليهود لا يحسبون إلا للواقع ولا يقرون المستقبل..