* كتب/ كمال أحمد الضراط
قرة العنز والتي تستمر ثلاثة أيام وتنتهي في 14 فبراير وفق التقويم الشعبي الليبي القديم.
وهي أيام تفرغ فيها السماء كامل برودتها، معلنة عن اقتراب فصل الربيع بدفئه واخضرار أعواد الأشجار وأوراقها، ويقال إن قرة العنز تدخل بالغبار وتخرج بالأمطار في أحيان كثيرة، والعكس وارد أحيانا أخرى .
وتأتي قرة العنز بعد ليالي العزارة، وتصاحبها أحياناً أمطار غزيرة مصحوبة برياح باردة وعواصف قوية، أو ما يعرف محلياً بـ “القرة” التي اكتسبت منها نصف الاسم، بربطها بالعنز أو الماعز.. الكثير من الخرافات تتمحور حول البرد القارس وتأثيره على الحيوانات.
و يقال أيضا أن أصل الكلمة، «الڤيرّة » La guerre بالفرنسية أي الحرب، وقد كانت هذه الكلمة متداولة بكثرة زمن الاستعمار، أما العنز فهي مفهومة طبعا… و«قرّة العنز» تعني أن هذه الفترة هي بمثابة حرب على فصيلة الماعز؛ لأنه حيوان نحيف ويتأثر كثيرا لشدة برودة الطقس، ويخسر الفلاحون ومربو الماشية الكثير من الماعز في هذه الفترة بالذات التي وصفوها بحرب مناخية على القطيع..
فيعملون على تهيئة الحظائر وتدفئتها قدر الإمكان، لحماية قطعانهم لاسيما الماعز من النفوق بسبب البرد القارس، بيد أن الموروث الشعبي الليبي يحمل الكثير من القصص والروايات التي تناقلتها الألسن جيلاً بعد آخر.
تقول العنز لآخر يوم في الليالي: “عديت ياطوبي مابليت عقوبي”، فيقول لها: “عدي لخوي فورار ايحط قريناتك في النار”.. (يقصد به شهر فبراير وفقا للتقويم الامازيغي).
وتلي قرة العنز فترة نزول الجمرات الثلاث، “جمرة الهواء، وجمرة الماء، وجمرة التراب” وتدوم كل جمرة 7 أيام.
أما عن قصة العنز فهي حكاية (خرافة) عن العنز التي فرحت بدخول فصل الربيع وانتهاء فصل الشتاء حيث أن شعرها لا يحميها من البرد القارس.
خرجت العنز فرحة ورقصت فقال لها الربيع متوعدا (الذي يبدأ مع شهر مارس): “نسّلفلك نهار من خوي فورار يخلي قرونك على الدوار”،،، أو: “ايحط قريناتك في النار”.
ماتت العنز!.
عشتم أنتم..
و كل قره عنز و أنتم بخير.