
* كتب/ د. وحيد عبدالله الجبو،
في ظل الدور المتعاظم للشباب، ولحاجة المجتمع للعطاء والإبداع لهذه الفئة العمرية التي تزخر بالنشاط وهى تتلقى دروسا في ا لعلوم المختلفة، بالجامعات والمعاهد العليا والمتوسطة.
وفي ظل التحول الكبير والمتسارع الذي يشهده العالم اليوم على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية تبرز فئة الشباب ذكورا وإناثا، كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وهدف استراتيجي لبناء اقتصاد وطني مبني على المعرفة (اقتصاد المعرفة)، ومعزز بثقافة شبابية للإبداع والابتكار.
إن ذلك لم يعد طموح أبناء الأمة الليبية للدفع بالشباب وهم عماد الوطن ومستقبله، بل أصبح إطار عمل يجسد الانتقال من الطموح ومن المبادرة الفردية إلى الحلول في بناء مجتمع الاقتصاد الإنتاجي المعرفي بدل الاقتصاد الاستهلاكي، تحول هذا الأمل من استشراف المستقبل إلى صناعته وتحوله إلى حقيقة، بعزيمة وإرادة الشباب وخاصة أن الحاجة لهم تتعاظم في ليبيا للبناء والتشييد و الالتحاق بالعلم والمعرفة، والابتعاد عن المجموعات المسلحة المشتبكة، وبث روح السلام والوئام بين أبناء ليبيا الواحدة، والبداية تنطلق من داخل المؤسسات التعليمية لاستثمار الطاقات الشبابية والعقول الجامعية الواعدة، بما يمكّن من تحويل التحديات والصعوبات الراهنة إلى فرص عمل حقيقية للشباب الخريجين وتعزيز دور الجامعات في تأهيل مخرجات جامعية منهم، وبناء اقتصاد وطني إنتاجي مستدام عبر المشروعات الصغرى والمتوسطة وأنشطة القطاع الخاص، ودعم من صندوق التحول إلى الإنتاج ممول من الدولة وفق إجراءات وضمانات تحافظ على هذه الأموال العامة، لتكون في أيد أمينة تعمل على تقديم القيمة المضافة للاقتصاد الليبي، تعمل في ظروف طيبة وملائمة، لاكتشاف آليات التحول إلى الاقتصاد الإنتاجي من مخرجات التعليم والتكوين، من خلال الانتقال بطالب من متلقّ للمعلومة والمهارة إلى صانع للمشروع ومتفاعل إيجابي مع وظائف المستقبل، مع توجيهات وطنية لهم، وبرامج تحفيزية تضمن خلق فرص عمل للخريجين، وإبداع منتشر واستلامه لريادة الأعمال للخريجين وتفاعلها مع مقتضيات العصر، وضرورة وضع حلول لبرنامج تمويل المشروعات الناجحة التي تهدف للإنتاج والربح وكيفية الدعم المالي لها، انطلاقا من تحقيق هدف تنمية وتطوير الشباب في كافة المجالات الفنية والاقتصادية والرياضية والاجتماعية، وتكون الانطلاقة لهذه الدعوة منارة للتميز في تمكين الشباب الليبي من تولي فرص العمل بعد بناء قدراتهم وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في التنمية المستدامة، والاستغناء عن العمالة الأجنبية تدريجياً، وتلبية جميع الوظائف الحكومية وتوجيه الطاقة الشبابية للقطاع الخاص من خلال تمويل المشروعات الصغرى والمتوسطة من الدولة، بما يساهم فى تحقيق مجتمع متوازن ومتقدم خال من البطالة والفقر وتحسين جودة حياة الشباب.
إن ذلك يتحقق من خلال تطوير المهارات الشبابية وتقديم حلقات التدريب والتوعية وتعزير المهارات المهنية و الشخصية والرفع من مستوى الوعى الثقافي والفكري لهم، وإشراكهم في الأنشطة التطوعية، وتعزيز حضورهم فى حل القضايا الوطنية، ودعمهم للمشاركة في الأنشطة الثقافية والفنية والاقتصادية، لتطوير هذه الحركة في المجتمع وإبراز دورهم في بناء ليبيا الجديدة، إضافة إلى تعزيز التعاون مع المنظمات الشبابية الإقليمية والدولية لدعم قضايا الشباب الليبي وتوفر فرصة تبادل الخبرات مع هذه المنظمات العربية والدولية.



