
* كتب/ محمد الشيباني،
ترند “إنقاذ الستريك” لمن لا يعرفه، هو موجة شارك فيها عدد كبير من طلبة المدارس والكليات، تقوم على: فتح صفحات باسم المدرسة. استخدام صور المعلّمين. وتركيب فيديوهات عليهم باستخدام الذكاء الاصطناعي (وللأسف وصل الأمر إلى فيديوهات رقص وغيرها).
نفترض حسن النية، ونقول إن الهدف لدى بعض الطلبة كان مجرد دعابة ومرح، وليس إساءة مقصودة. وبالتأكيد كلنا متفقون أن الموضوع مرفوض إطلاقاً. التحليل: من يظن أن المراهق اليوم يشبه مراهق الأمس.. فهو يعيش على كوكب آخر تمامًا. جيل الألفية الجديدة يمتلك قدرة هائلة: يحوّل أي فكرة بسيطة إلى ترند، وأي ترند صغير قد ينحرف ويتحوّل إلى مشكلة حقيقية. لماذا فعل الطالب هذا؟
المراهق يعيش مرحلة حساسة فيها: بحث عن الهوية. رغبة في لفت الانتباه. حاجة قوية للانتماء إلى مجموعة. والترند هذا قدّم له كل ذلك دفعة واحدة: ضحك –اهتمام– إحساس بالانتماء. المشكلة أن تفكيره يتركّز على: ما الذي سأحصل عليه الآن؟ وليس: ما النتائج التي قد تحدث لاحقًا؟
من زاوية المعلم، المعلّم ليس شخصية عامة، وصورته جزء من احترامه وهيبته ومكانته داخل المجتمع. وعندما يجد صورته في فيديو ساخر، فمن الطبيعي أن يشعر بـ: قلة احترام تقلل من مكانته، وتشويه لصورته كقدوة حتى لو لم يقصد الطالب الإساءة، يبقى الأثر موجودًا.
لماذا تضخّم الموضوع؟ لأن الأمر خرج عن السيطرة، ودخلت عشرات المدارس في دوامة هذا الترند، وكانت النتائج: معلمون دخلوا في إضراب. وصول جهات أمنية إلى المدارس. تدخل الشرطة الإلكترونية ومتابعة الصفحات. طرد عدد من الطلبة المتورطين.
ما الحل الآن؟ توعية: شرح معنى الخصوصية والاحترام. قواعد واضحة: ما هو المسموح وما هو الممنوع. بدائل: ترندات إيجابية تخص المدرسة. حوار: ليُدرك الطالب قيمة المعلّم ومكانته..
الخلاصة: ترند إنقاذ الستريك ليس دليل فساد الجيل، ولا انهيار التعليم. هو فقط إشارة إلى أن هذا الجيل يحتاج إلى: مساحة –توعية– وضوابط واضحة.
وأما أنا كمعلم.. فلست ضد الضحك، ولا المرح، ولا التكنولوجيا.. لكنني مع –وبقوة- احترام المعلّم وصورته، وعدم المساس به أو بمكانته بأي شكل من الأشكال.



