الدبيبة: شراكة دولية كبرى لتطوير المنطقة الحرة مصراتة وميناءها البحري
السقوطري: النجاحات الحالية هي امتداد لمسيرة نجاحات الإدارات السابقة في ربع قرن
عبدالعزيز عيسى- الناس-
أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المهندس “عبدالحميد الدبيبة” عن شراكة دولية تهدف إلى تطوير المنطقة الحرة وميناء مصراتة البحري، ليكون الأبرز في شمال أفريقيا والبحر المتوسط، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستفتح آفاقًا جديدة أمام الاستثمارات الأجنبية في مجالات عدة.
جاء ذلك خلال تدشينه السبت الأول من نوفمبر عددا من المشروعات الحيوية في المنطقة الحرة بمصراتة، في حفل حضره وزير المواصلات المهندس “محمد الشهوبي”، وعميد وأعضاء المجلس البدي مصراتة، ومسؤولو عدد من القطاعات الخدمية.
ربع قرن
واستُهل حفل تدشين المشروعات بعرض وثائقي تناول مسيرة المنطقة الحرة بمصراتة التي تمتد على مساحة 190 هكتارًا، وانطلقت أعمالها منذ عام 2000، لتتحول تدريجيًا إلى واحدة من أبرز المناطق الاقتصادية في ليبيا.
كما جرى خلال الحفل استعراض عدد من المشروعات التي تم افتتاحها رسميًا، من أبرزها بوابتان ذكيتان للمنطقة الحرة والميناء، ومبنى مركز جمرك المنطقة الحرة، ومبنى الإيرادات، وإدارة البناء والصيانة البحرية، وصوامع الحبوب بقدرة تخزينية تصل إلى 40 مليون طن، وبرج مراقبة حركة السفن، إلى جانب شبكة الجيل الرابع الداخلية التي تم تدشينها ضمن خطة التحول الرقمي.
وتضمن الحفل أيضًا عرضًا لأبرز المشروعات التي يجري تنفيذها حاليًا، من بينها المبنى الإداري الرئيسي، وصالة استقبال كبار الزوار، ومشروع ساحة الحاويات، وأرض المعارض التي تمتد على مساحة 22 ألف متر مربع.
كما يجري العمل على عدد من المشروعات الأخرى، منها المجمع الإداري الاستثماري الذي يضم ستة مبانٍ إدارية، والمنطقة اللوجستية، وفندق من فئة خمس نجوم، إلى جانب أعمال صيانة الحوض الرافع للسفن.
الأول من نوعه في ليبيا
وفي كلمة له خلال الحفل، قال المهندس “محسن السقوطري” رئيس لجنة إدارة المنطقة الحرة بمصراتة، إن ما يُدشَّن اليوم يمثل حزمة من المشاريع الحيوية للعامين 2024 و2025، تجسد الرؤية الاستراتيجية للمنطقة نحو التطوير والتحديث.
وأوضح أن النجاحات الحالية هي امتداد لمسيرة عمل تجاوزت ربع قرن منذ تأسيس المنطقة الحرة، مشيرًا إلى أن كل الإدارات المتعاقبة بذلت جهودًا كبيرة للوصول إلى هذا المستوى من التطور.
وأضاف أن برج مراقبة حركة السفن الذي جرى تدشينه اليوم يُعد الأول من نوعه في ليبيا، ويمثل نقلة نوعية في خدمة الملاحة الوطنية، كما أعلن عن إعادة تشغيل صوامع الحبوب بعد توقف دام سنوات، لتعود بكفاءة أعلى من السابق، مؤكّدًا أن حوض صيانة السفن سيدخل الخدمة في مارس المقبل بعد صيانة هي الأولى منذ 27 عامًا.
بوابة ليبيا نحو العالم
وأشار إلى أن معدل مناولة الحاويات في المنطقة الحرة تضاعف ثلاث مرات خلال السنوات الأربع الماضية، بينما ارتفعت معدلات مناولة الحبوب والبضائع إلى نحو مليون وستمائة ألف طن، معتبرًا أن هذه الأرقام تعكس تطور الأداء وكفاءة العاملين.
وفي ختام كلمته، وجّه السقوطري شكره لجميع من ساهم في تحقيق هذه النجاحات، داعيًا العاملين في المنطقة الحرة إلى مواصلة الجهد والعمل لتكون مصراتة بوابة ليبيا نحو العالم، مثمنًا في الوقت ذاته جهود المحامي العام بمصراتة والنائب العام في تسوية الإشكاليات القانونية العالقة.
قلعة الاقتصاد الوطني
من جهته، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية المهندس “عبد الحميد الدبيبة” أن مدينة مصراتة تمثل “قلعة الاقتصاد الوطني”، مشيرًا إلى سعادته بالمشاركة في افتتاح مجموعة من المشروعات الحيوية الجديدة داخل المنطقة الحرة التي وصفها بأنها إحدى المؤسسات الاقتصادية الاستراتيجية في ليبيا.
وأضاف الدبيبة أن المشاريع التي تم تدشينها اليوم تعد شاهدًا حيًا على النهضة التي تقودها الكفاءات الليبية في مصراتة، مؤكدًا أن هذه المشاريع تمثل نقلة نوعية في البنية التحتية والخدمات اللوجستية، خصوصًا في ظل الدور المحوري لميناء مصراتة بوصفه أكبر الموانئ الليبية.
بوابتان ذكيتان ومبنيان
وأشار رئيس الحكومة إلى أن الافتتاحات تضمنت بوابتين ذكيتين وبنية تحتية مجهزة بأحدث التقنيات، تعكس توجه الدولة نحو رقمنة العمل الحكومي.
كما تم تدشين مبنى الإيرادات الجديد الذي يمتد على مساحة 2000 متر مربع، إلى جانب افتتاح مبنى الجمارك الجديد المصمم وفق الطراز المعماري الحديث.
وأكد الدبيبة أن ما تحقق اليوم يمثل مشروعًا وطنيًا متكاملًا لتطوير الموانئ الليبية كافة، بهدف جعل ليبيا جزءًا فاعلًا في منظومة التجارة العالمية، كاشفاً عن خطط لتطوير الطريق البري الرابط بين مصراتة وعمق القارة الإفريقية، مستفيدًا من الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمدينة التي تربط بين أوروبا وأفريقيا، لتكون بوابة ليبيا نحو العالم.
الأول في شمال أفريقيا
وفي ختام كلمته، أعرب الدبيبة عن فخره بالإنجاز الذي حققه ميناء مصراتة، بعد أن صنّفه تقرير البنك الدولي لعام 2025 ضمن أفضل 20 ميناء في العالم، والأول في شمال أفريقيا.
وقال إن هذا الإنجاز يعكس نجاح الإدارة الوطنية في إدارة الموانئ والمشروعات الكبرى، مؤكدًا أن هذه النجاحات لم تكن لتتحقق لولا الجهود المخلصة التي يبذلها العاملون في المنطقة الحرة بمصراتة من مهندسين وفنيين وإداريين، الذين جسدوا روح العمل الوطني وساهموا في ترسيخ مكانة ليبيا على خارطة التجارة الدولية.
