
* كتب/ وفاء أحمد،
أصبحنا في زمن يقتل فيه الآباء أبناءهم، بدلا من قتالهم من أجل تعليمهم وإخراجهم إلى المجتمع نافعين اسوياء..
يقتل فلذة كبده ويحرمه من ذلك الأمان الذي كان يرجوه.. كان يرسم في مخيلته ذلك الأب الملهم، ومصدر القوة والأمان المطلق، والاستقرار والتشبع العاطفي، قصة التضحيات ومكمن البطولات..
لكن ما كان في الأيام الماضية من تغيرات، هي تغيرات مخيفة لاستقرار الأسرة، دينيا ونفسيا واجتماعيا، فقد شهدنا عدة جرائم قتل، راح ضحيتها أطفال على يد آبائهم، نزعت من قلوبهم الرحمة، وتجردوا من الإنسانية.. جرائم هزت المجتمع، أب يعذب أطفاله ويقتل أحدهم بسبب خلافات أسرية.. وآخر لحالة نفسية وآخر لضائقة مالية.. أو بسبب تعاطي المخدرات، ليرسموا مشاهد مأساوية لم يعتدها المجتمع الليبي، ويكشفوا عن سلوكيات خطيرة لابد من مراجعتها ودراستها حتي لا تتحول إلي ظاهرة تهدد المجتمع.
فهل ستطبق فيهم أقسى العقوبات الرادعة، التي أمر بها الله في قوله (وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ)
الذي لا شك فيه أن التشريعات التي كانت تعالج حاجة المجتمعِ الليبي عام 1980 قد أصبحت اليوم —بالضرورة— قاصرة، ونحن في أمس الحاجة إلى تشريعات جديدة تستلهم روح العدالة وقِيَم الإسلام.



