
* كتب/ خالد الجربوعي،
من بين كل التواريخ والمناسبات الوطنية التي تحتفل بها ليبيا منذ عقود وسنوات بين رافض ومحتفل، يمكن القول أن 16 سبتمبر يبقى هو التاريخ الوحيد الذي جمع كل الليبيين واتفقوا عليه، كيوم وطني يجب إحياؤه والاحتفال به، وإن اختلفت الطريقة والتسمية له حسب الزمن والسلطة الحاكمة.
فنظام جعله يوما للسواد والحداد، تخليدا لذكرى صاحبها وحزنا عليه، ونظام آخر عظم منه بجعله عطلة رسمية واسماه يوما للشهيد في كل الوطن..
هذا التاريخ والذي هو يوم تنفيذ حكم الإعدام في شيخ الشهداء عمر المختار، الشخصية الليبية الوحيدة -هي الأخرى- التي اتفق عليها كل الليبيين، وجعلوها رمزا لهم في كل المراحل، وتحت كل الأنظمة التي حكمت البلاد، منذ الاستقلال حتى اليوم، يمكن أن يتحول إلى يوم وطني بامتياز لا أحد يرفضه أو يطعن فيه، أو يتهم ما حدث فيه بخيانة أو عمالة أو غيرها.. لهذا يمكن أن يصبح هذا التاريخ أهم تاريخ في ليبيا، ويتحول إلى اليوم الوطني الليبي الأول في كل البلاد، دون كل التواريخ الأخرى المختلف حولها.. لأنه يكفى أنه يجمع كل الليبيين بكل أطيافهم وتوجهاتهم ومواقفهم السياسية المتنوعة، من الملكيين إلى الجماهيريين إلى أنصار فبراير، وحتى من لا علاقة له بكل هذه الأحداث فلا يمكن أن تجد أحدا يعترض على هذا التاريخ أو يمكن أن يشكك فيما حدث فيه، من حدث يحمل الكثير من المعاني والتاريخ النضالي للشعب الليبي، وكيف كان أبطاله يجاهدون الاحتلال الإيطالي، وما تنفيذ الإعدام في أحد أهم رموزه وأبطاله إلا دليل على ما فعله الليبيون رفضا لهذا الاحتلال.
لهذا يمكن القول إن 16 سبتمبر يبقى التاريخ الأبيض الأول والأهم في ليبيا كلها، لما يحمله من معاني في أحداثه، وجمع لأبناء الوطن في تذكره والاحتفال به وإحيائه، ويمكن اعتبار أن هذا التاريخ مع 24 ديسمبر و7 اكتوبر من أهم التواريخ الوطنية في ليبيا في العصر الحديث، أمام كل بقية التواريخ الأخرى المحتفل بها ماضيا وحاضرا، وإن كنا عرفنا سبب وأهمية ذكرى 16 سبتمبر، ونعرف ما حدث في التاريخين الآخرين، رغم الاختلاف حولهما ومعارضة البعض لكل تاريخ منهما، إلا أنهما يبقيان تاريخين لا يمكن تجاهل ما حدث فيهما، من أحداث في سبيل استقلال ليبيا وتحريرها من المحتل خاصة الإيطالي.