
الناس-
في الثاني عشر من سبتمبر أطلقت ثلاث جمعيات حقوقية تعنى بالمهاجرين كتابا بعنوان “كتاب العار” وجاء في تيمة الكتاب: “كيف فشلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في حماية اللاجئين في ليبيا وتونس والنيجر”؟
وأعلنت الجمعيات الثلاث –من أمام مقر المفوضية بجنيف- أن ما يتضمنه الكتاب هو ما كتبه وجمعه لاجئون ومجموعات يقودها لاجئون، ويوثق كيف تفشل المفوضية في حماية اللاجئين، وتتعاون بدلا من ذلك مع سياسات الاحتواء الأوروبية، وتسكت أصوات اللاجئين، وتقمع احتجاجاتهم في جميع أنحاء شمال أفريقيا -وذلك وفقا لموقع مهاجر نيوز- الذي أخبرنا أن الشهادات الذي أخذت من مهاجرين في الفترة بين أبريل 2024، وسبتمبر 2025، غطت مراكز احتجاز في ليبيا ومخيمات صحراوية معزولة في النيجر، ومواقع احتجاز في تونس.
وتضمن الكتاب فصلا كاملا يتعلق بتورط المفوضية في تهريب اللاجئين عبر الحدود.
الجمعيات الثلاث هي: “اللاجئون في ليبيا”، و”اللاجئون في النيجر”، و”اللاجئون في تونس”.
واعتبر العاملون على الكتاب أنه امتداد لحملة “غير عادل” التي شملت اعتصاما لمدة (100) يوم أمام مكتب المفوضية في طرابلس عام 2022، موضحين أن الوضع لم يتغير، وأن الحركات التي يقودها اللاجئون لازالت تعامل كتهديد وتقمع الاحتجاجات، ولازالوا محرومين من الحق في الحماية.
ماذا جاء في الكتاب عن ليبيا؟
نقل الكتاب شهادة المهاجر العاجي “أمارا سيديبي” الذي زعم أن المهاجرين يتعرضون في ليبيا للملاحقة والاحتجاز في مراكز احتجاز رسمية وغير رسمية، ويقعون ضحايا للتعذيب والابتزاز والاستغلال.
وأفاد “سيديبي” أنه احتجز في مركز احتجاز غير رسمي بورشفانة، وصفه بأنه “مثل الصندوق، لم يكن هناك مخارج، والأبواب مغلقة، ولكن هناك فتحة في السقف، أجبرنا الليبيون على الصعود إلى سطح المبنى باستخدام السلالم، ثم ربطوا حبلا حول أجسادنا وجعلونا ننزل واحدا تلو الآخر، من خلال هذه الفتحة الموجودة في السطح. أعتقد أن ارتفاع السقف كان حوالي سبعة أمتار، عرفت شخصا سقط خلال عملية النزولن وكسرت كلتا قدميه، كان وضعه معقدا لأنه لا يوجد طبيب في المركز”..
وفي شهادة أخرى قال “عزيز شيهو”، منسق منظمة “إنذار هاتف الصحراء” غير الحكومية: “وفقا لوثائقنا الخاصة، لقي ما بين 35 و40 مهاجرا حتفهم بين يناير وأغسطس، أثناء عبورهم الصحراء إلى ليبيا والجزائر”.
عقب إصدار الكتاب أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن أحدا لم يتواصل معها للتعليق عليه، لكنها وافقت على ما ورد فيه بخصوص الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون في ليبيا وتونس والنيجر. دون أن تتطرق للاتهامات الموجهة لها.
ولم تعلق ليبيا على الكتاب. لكن أجهزتها تعلن بين الحين والآخر عن ترحيل مهاجرين إلى بلادهم ضمن برنامج “العودة الطوعية”..
ويتهم المسؤول الليبي –في التوقيت الذي يختاره- المنظمات الدولية بأنها تسعى لتوطين المهاجرين في ليبيا، مما يؤثر على ديموغرافيا البلاد..
وبين هذا وذاك تستمر معاناة اللاجئين..