
* كتب/ أسامة وريث،
في تقديري ما دامت الحكومات في بلادنا مستمرة في إعطاء “عطلــــة” حتى في يوم سابق لليوم المفترض بأنه يوم المولد النبوي! فإن الوعي لن يدخل عقولنا البتة!
وما ينبغي فهمه أن (يوم المولد النبوي 12 ربيع الأول، لم يثبت أصلا!) تصور أنت لو سألت جدك توا عن تاريخ ميلاد بوه أو جده لأخبرك بأنه لا أحد يعلم، وسيقول لك: يقولوا في عام الهجة، أو عام القرامات أو عام الزينقو الخ، فكيف تتصور الوضع قبل أكثر من 1400 سنة؟ طبعا العرب ليسوا نشازا، وهم أيضا لا تواريخ رقمية لهم في الجاهلية. لذلك تاريخ ميلاد النبي صـلى الله عليه وسلم غير معلوم، وما يقال أنه 12 ربيع الأول هو مجرد اعتقاد لاحق، لا صحة ولا ثبوت له، لكنه ساد بين اللاحقين.
كما أن (تسميات الشهور في الجاهلية) تختلف نسبياً عما هي عليه في كنف الإسلام.
(وما هو ثابت) بأن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، قد (توفي في هذا التاريخ 12 ربيع الأول).. فهل نحن نحتفل وننشد ونغني ونضرب الدفوف ونشعل النيران احتفالاً وفرحاً بوفاته!!. هذه مصيبة طبعا..
(وبالنتيجــة)؛ ما دامت الحكومات مستمرة في منح يوم عطلة قبل حتى يوم المولد غير الثابت نفسه، فلن يتوقف المراهقون الكبار قبل الصغار عن هيستريا الهرج والمرج والفوضى والضجيج، والنار والدخان والبارود وحرق عجلات السيارات باسم محبة النبي!
فهل نحن نحب النبي في هذا اليوم المتوقع فقط!؟ وهو قطعاً تاريخ وفاته لا مولده!
وهل تُعقل محبته بهذا الشكل؟ أم بالصلاة عليه يومياً، ومحاولة اقتداء أثره وسنته ما استطعنا؟
(وهناك تساؤل آخر): هل النبي كان يعلم هذا الفضل المتمثل في الاحتفاء بيوم مولده، فأخفاه عنا؟ أم كان يجهل هذا الفضل!؟!
كلتا الإجابتين مميتة! وتضر بعقيدة كل جاهل معاند ومكابر.
(تساؤل إضافي): هل كان صحابته وخلفاؤه المهديون المبشرون بالجنة، من بعده، أقل وعياً وأقل حباً للنبي منا نحن!؟ لدرجة أنهم لم يهتدوا إلى إحياء هذا اليوم!؟
(طبعا هم أكثر وعياً منا، وأكثر حباً لرسول الله)، وخلاف ذلك اسمه هراء،، وهم لم يقوموا بما قام به آباؤنا وأجدادنا، غفر الله لهم لجهلهم.. لكن الوعي اليوم متاع أمام الغالبية.
لكن (مشكلتنا أن كل من يُصلح شيئا أو يصححه، يفعل ذلك بالقوة والإكراه!) لا باللين والرشد والاعتدال! ناسياً قوله سبحانه: “ولو كنت فظا غليظ القلب، لانفضوا من حولك”.
ناهيك عندما يكون (هذا الإصلاح والتصحيح مع جينات شعبنا نحن)، الجينات الشرسة والمعاندية والتي ارتدت عن الدين نفسه في عهد عمرو بن العاص، وزمن عقبة بن نافع سنة 22 هجرية، الى غاية سنة 46 هـ كما نجد في مصادر ابن عبد الحكم، والبلاذري وغيرهم.
(الجينات مستمرة) والهجرات البشرية إلى هذه البقعة القاحلة تواصلت رغم القفار وقطع الطريق حتى على حجاج بيت الله، وبالتالي أنتجت لدينا خلطة باسلة وعنيدة، والعناد مستمر و”البونتو” مستمر، وثقافة الحوار غائبة! بل أن الحوار لدى بعضنا هو: كلمة،، كلمتين،، الثالثة “بونية”!
الآن سيأتي أحد الأغبياء أو تأتي من تقول لك الكلام “هذا اسمه جلد للذات!!” وأنت صفتك وأنت نعتك وأنت أنت أنت.. بدل ما يتم مناقشة الفكرة، يدخل الجاهل في شخصك وشخصيتك.. ويبدأ يفصل فيك..
بينما الواقع أن (هذا اسمه تشخيص للأمراض) التي تحدث عنها سابقاً مفكرنا وكاتبنا الليبي الراحل الصادق النيهوم، بصرف النظر عن اختلافنا مع بعض أفكاره الدينية.. وهذا اسمه وضع اليد على الجرح.. واسمه المرض السيكوباتي العضال والبحث له عن علاج إلكتروني، داخل فلسفة النقد السوسيولوجي المسلي والجميل.