
الناس-
“كان رجلا يعيش لله، امتحن فصبر، وأصدق فأفاض الله عليه من فضله”، “عندما توفي وجد في جعبته (23) دينارا..
الكلام عن الشيخ الراحل “محمد محمد المحروق”، والمتحدث هو تلميذه الدكتور “حافظ القليب- عضو رابطة علماء ليبيا”.
والمناسبة هي الندوة الثقافية بمهرجان البهلول للمديح النبوي الذي استضافته زاوية الشيخ إبراهيم المحجوب يوم السبت (06 سبتمبر 2025م). وقد اختارت الدورة الخامسة للمهرجان شخصية “الشيخ محمد المحروق” لتكريمه، لما له من فضل ومناقب عرف بها.
قال عنه الدكتور القليب: “عاش مع الكتاب، توفي وترك أكثر من ألفي كراسة مخطوط” أما بدايته فكانت من جامع الزروق الذي ارتبط به ارتباطا روحيا، وقد حفظ القرآن وأخذ العلم عن عدد من المشائخ بجواره، منهم الشيخ ميلاد السبتي، والشيخ خميس الزائدي، والشيخ مصطفى اخضورة، والشيخ محمود المسلاتي، وغيرهم. فأتقن القراءات العشر، وانتقل في نهاية الستينات إلى الجامعة الإسلامية بالبيضاء فتخرج منها في العام 1972 بتفوق. وهناك تتلمذ على الشيخ “أحمد أبومزيريق” صاحب البيان في تفسير القرآن.
في أولى سنواته بعد التخريج –يقول المتحدث- عين في منطقة نائية، كانت إقامته فيها في بيت من الصفيح، وينقل عنه قوله عن تلك السنة: “لم يكن لي من أنيس فيها إلا الوحش والكتب”، وله في ذلك ثلاث عشرة قصيدة..
وانجلت تلك السنة فنسب للعمل في مصراتة، وتجددت صلته بالشيخ “أبومزيريق” الذي لازمه (40) سنة، حتى توفي، وقد سئل عن عدم تصديه للتدريس فقال: “مادام شيخي موجودا فلا حاجة للناس بي”.
يتابع القليب: “كان من مشائخه أيضا الشيخ عثمان شاكه، وقد درس عنه تفسير الكشاف، كما درس عن الشيخ المهدي الجطلاوي تفسير الجلالين، وأخذ بلغة السالك عن الشيخ مفتاح الليبيدي، كما درس وجوهرة الفقه عن الشيخ محمد قريو ومنظومة الفطيسي في الفقه المالكي عن الشيخ الطيب المصراتي، وعن المشائخ عبدالله سويسي ومحمد عيبلو والطيب المصراتي، وغيرهم، وكانت له صلة بالشيخ عبدالرحمن الكتاني المغربي وآخرين من اليمن ومصر”.
أول مصنفات الشيخ المحروق كان في العام 1980، وتبعها بثمانية كتب أخرى، بين بحث ونظم وأحكام وتفسير. كما أن له (22) كتابا لازال مخطوطا.
وقد كتب في جانب التصوف في وقت متأخر من حياته، وكانت له أكثر من قصيدة في مدح الشيخ زروق، كما نظم سيرة ابن هشام تحت عنوان “العبر والأحكام من سيرة سيد الأنام”، وله “منظومة أسماء الله الحسني” في أكثر من ثلاثمائة بيت، وله قصيدة في مولد النور عنوانها “إسلاميات”.
توفي الشيخ رحمه الله في 17 سبتمبر 2018م.