
الناس-
أعرب الدكتور محمد خليل الزروق عضو مجمع اللغة العربية الليبي عن اعتقاد أن المدائح النبوية إنما نسجت دفاعا عن الإسلام ولم تنشأ عبثا، والدليل –عنده- أنها اختفت في العصور التي ساد فيها الإسلام، ولم يعد له مناوئون يحاولون النيل منه.
واستعرض في ورقة بعنوان “تاريخ المديح النبوي” ألقاها في الندوة الثقافية عن أدب المديح النبوي في ليبيا أن “المديح النبوي كان مجاهدة لأعداء الدعوة الإسلامية، ابتداء من عصر الصحابة في مواجهة هجاء المشركين للنبي، حتى إن الرسول عليه السلام قال لحسان (اهجهم وروح القدس معك)”.
وأوضح أن هذه المدائح قد جمعها “ابن سيد الناس- صاحب عيون الأثر” في كتاب عنونه بـ “منح المدح”، ونسج على منواله أبو العباس الكراوي في كتاب آخر بعنوان “الحماسة المغربية”.
واستشهد الزروق في فرضيته بأن القصائد المدحية اختفت في القرنين الثاني والثالث والرابع، حين استقر الأمر للمسلمين، ثم عادت للانتشار مجددا في القرن الخامس الهجري وهو القرن الذي شهد بداية الغزوات الصليبية من الغرب، ثم هجوم التتار من الشرق.
ولعل من أشهر تلك القصائد قصيدة “الشقراطيسي” التي يقول في مطلعها (الحمد لله منا باعث الرسل).
يتابع: “مدائح هذا العصر كان فيها استحضار لكل معاني الإسلام ممثلة في الشمائل النبوية يكثر فيها ذكر المواضع في الجزيرة والتشوق إليها.. وفي هذه المدة انتشر المديح انتشارا واسعا، كأن الشعراء كانوا يردون على المعتدين الذين لم يكتفوا بحرب السنان، بل كانوا –على الأرجح- يشتمون كفعل المشركين في بداية ظهور الإسلام”.
وفي نقلة للعصر الحاضر استشهد الزروق مرة أخرى بحادثة معاصرة، يقول: “في العام 1988 صدر كتاب “آيات شيطانية” لسلمان رشدي، تبعته هجمة الرسوم المسيئة للرسول صـلى الله عليه وسلم، فكان الرد –أيضا- الانتشار الواسع للأناشيد المادحة للنبي صـلى الله عليه وسلم”.