
الناس-
طفلة برئيسة لا يتجاوز عمرها بضع سنوات، تحمل هما أكبر من سنوات عمرها بكثير.
الطفلة “إيلاف علي حمودة” طفلة ليبية من مصراتة، نراها تشارك في الوقفات الاحتجاجية، من أمام مقر مجلس الوزراء بطرابلس إلى مكتب النائب العام بمصراتة، شأنها شأن الكثير من أقرانها ورفقاء محنتها.
تتساءل رابطة مرضى ضمور العضلات: “كيف يمكن لدولة تنفق المليارات أن تعجز عن علاج أطفالها”.
الرابطة التي تجد منذ شهور في الحراك السلمي بحثا عن العلاج واحتياجات هذه الفئة، كانت مضطرة للدفع بهم في الصفوف الأمامية في الوقفات الاحتجاجية تحت لهيب شمس الصيف الحارقة في الأيام الماضية، في ظل غياب المنظمات المنوطة بهذه المطالبات، تقول الرابطة في منشور لها مطلع الأسبوع: “أيعقل أن تترك طفلة بريئة تواجه مصيرها وحيدة، بينما العلاج موجود، ووقت إنقاذها يضيق يوما بعد يوم!”.
ويطالب المحتجون بالعلاج المتمثل في الحقن الجينية: “حقنة جينية واحدة قادرة أن تصنع الفارق بين حياة تزهر بالأمل وبين قصة تغلق صفحاتها مبكرا.. لم تكن إيلاف يوما صامتة امام ألمها، بل كانت دائما حاضرة في كل وقفة احتجاجية، تقف بجانب أصدقائها المرضى، ترفع صوتها، وتطرق أبواب المسؤولين ببراءتها، لعلها تجد آذانا صاغية أو قلبا يتحرك قبل أن يفوت الأوان، إيلاف ليس مجرد طفلة مريضة، بل هي روح صغيرة تحلم بالحياة مثل كل أطفالنا، تحلم أن تذهب إلى المدرسة، أن تلعب، أن تكبر أمام أعين والديها، دون أن يسرق منها المرض مستقبلها”.
الحالة الثانية هي وتين، بعمر سنة واحدة..
تناشد عائلة “وتين عادل أبوحليقة” وهي طفلة ليبية من زليتن النائب العام الصديق الصور تحديدا، للتدخل.
وتين إحدى مرضى ضمور العضلات الشوكي، تحتاج بشكل عاجل إلى الحقنة الجينية زولجنسما. طرقت باب النائب العام مرتين وقالت عنها الرابطة: “هي صرخة باسم كل القلوب، إنها لا تطلب المستحيل، بل حقها الطبيعي في العلاج، في دولة نفطية تملك كل الإمكانيات، لإنقاذها ورفاقها قبل فوات الأوان”.
وتوجه الرابطة نداء آخر لوزارة الشؤون الاجتماعية، ولهيئة صندوق التضامن الاجتماعي: “عندما نرى بيوتا تحتوي على 5، 7، أفراد من ذوي الإعاقة في ظروف سكنية غير مهيأة، لابد أن نتساءل، أسن دور وزارة الشؤون الاجتماعية، وأين دور صندوق التضامن الاجتماعي من هذه المعاناة، هذه الجهات يفترض ان تكون في الصف الأول لدعم هذه الأسر من خلال تهيئة البيوت بما يتناسب مع احتياجات ذوي الإعاقة”.
ثم تلتفت للمجتمع ككل: “لماذا لا تكون هناك حملة وطنية لتهيئة البيوت وتسجيل الحالات المحتاجة فعليا”؟