
الناس-
عادت إلى الواجهة قضية النائبة البرلمانية المغيبة “سهام سرقيوة” بعد ست سنوات من تغييبها، بعد أن تداولت صفحات صورا تظهر –لو صحت- مقتلها.
وذكرت منصة “سياسة بالليبي” أن تسجيلات مصورة بشعة وصلتها تظهر مقتل سرقيوة على يد كتيبة 2020 التابعة للصاعقة بنغازي، مضيفة أنها تعتزم نشرها في الوقت المناسب.
وكانت النائبة المغيبة قد اختفت بعد اقتحام منزلها في بنغازي، والاعتداء على زوجها، ونقلها إلى مكان مجهول في 17 يوليو 2019، بعد تصريحات قوية لها على الهواء أعربت فيها عن معارضتها للعدوان على طرابلس الذي كان يقوده حفتر في ذلك بغطاء سياسي من عقيلة صالح رئيس البرلمان.
وقد كشف زوجها “علي ربيع” في حديث لإحدى القنوات بأن زوجته “كانت تشعر بالخطر جراء تصريحاتها الأخيرة التي طالبت فيها بالتحقيق مع حفتر، ومنع تدخل العسكريين في السياسة، بالإضافة إلى رفضها الحرب على طرابلس”
وقال بأن “ميليشيات حفتر اقتحمت منزله وأطلقت النار عليه رغم خضوعه لعملية قلب مفتوح، كما تم تهديد أطفاله قبل اختطاف زوجته. موجها انتقاداته للبرلمان لعدم تقديم أي دعم للكشف عن مصير زوجته، مشيرا إلى أن الخوف من ممارسات مماثلة قد أصابهم جميعا- يقصد أعضاء البرلمان.
الصور التي نشرتها المنصة ونقلت عنها في مواقع شتى، إحداها لجثة متفحمة، وواضح أنها مقتطعة من مقطع فيديو. لكن الفيديو لم ينشر بعد.
وقد أكد المحللان السياسيان محمد بويصير والحبيب الأمين أنهما شاهدا الفيديو، وأن فيه ما يندى له الجبين، فقد انتهكت إنسانيتها واعتدي عليها بشكل مهين وتعرضت للاغتصاب- وفق شهادتهما.
ومما يذكر أن سرقيوة كانت من الناشطات في العام 2011 في معسكر الثورة ضد القذافي، وقد ترشحت للانتخابات البرلمانية في 2014 لتصبح عضوا في مجلس النواب.
وقبل اختطافها بأيام أعلنت معارضتها لعسكرة الدولة، وطالبت رسميا عبر جلسة بمجلس النواب بضرورة وضع مادة دستورية صريحة تمنع العسكريين والأمنيين من الترشح للانتخابات الرئاسية.
وأضافت أن “الجيش يجب أن يحمي الشعب ولا يتدخل في العملية السياسية”.
كما خرجت في لقاء على إحدى الفضائيات مطالبة بوقف العدوان على طرابلس في 2019، وتقدمت بطلب إلى رئاسة المجلس بضرورة استدعاء “حفتر” للمساءلة.
بعد هذه الجلسة اقتحمت المجموعة المسلحة منزلها واقتادتها إلى مكان مجهول، ونقلت المدونة الليبية “نادين الفارسي” وقتها عن مصدر عسكري أن أوامر القبض والاختطاف لسرقيوة صدرت عن خالد حفتر عبر كتيبة طارق بن زياد وقوات الصاعقة وأن هذه القوات اقتادت النائبة إلى معسكر يتبع الكتيبة وهناك تم تعذيبها واغتصابها ثم قتلها ودفنها في نفس المكان”- وفق روايتها.
يشار إلى أن سهام سرقيوة من مواليد عام 1963، وُلدت وترعرعت في مدينة بنغازي، ثم انتقلت إلى بريطانيا حيث نالت درجة الدكتوراه في علم النفس السريري من جامعة لندن. عاشت في إنجلترا حتى أواخر عام 2000، ثم عادت إلى ليبيا قبل أحداث عام 2011.