الرئيسيةالراي

رأي- هل حقا الليبيون شعب واحد…؟؟!!

* كتب/ خالد الجربوعي،

الليبيون شعب واحد. ليبيا واحدة موحدة. لا توجد أي انقسامات طائفية أو دينية بينهم، ليسوا مثل الدول الأخرى.

وغيرها من شعارات ترفع، وكلام يقال عبر المنابر والقنوات والبيانات والتصريحات وغيرها، في محاولة لتأكيد أن ليبيا واحدة وشعبها موحد.. لكن على أرض الواقع وبعيدا عن كل هذا الكلام والشعارات والنظريات يقدم لنا الواقع وجها آخر وحقيقة أخرى معاكسة تماما لكل ما يقال.

فعندما يتصدر المشهد من يدعو للتقسيم الإقليمي، بحجة الاقاليم التاريخية، ويطالب بحقوق إقليمه ولو على حساب وحدة البلاد وبقية الأقاليم، وعندما نجد التقسيم القومي وارتفاع الأصوات بين عرب وأمازيغ وطوارق وغيرهم، وكلا يريد أن يكون هو صاحب الكلمة وابن البلاد الأصلي..

وعندما ترتفع أصوات القبائل والجهويات والمناطق، وحتى بعض الأحياء على حساب الوطن، وتريد أن تكون لها الكلمة على حساب بقية أبناء الشعب، وهي من تحكم وتقود ما يقع تحت سيطرته دون أي تدخل من سلطة البلاد الرسمية، وترفض الرضوخ لها ولقراراتها، حتى لو كانت في مصلحة الوطن والمواطن من أجل مصالح ضيقة ومحدودة تخص جماعتها أو مقربيها أو المقيمين بها أو من يقودونها بقوة الأمر الواقع.. وعندما يكثر شيوخ البازين باسم قبائل ومناطق ما أنزل الله بها من سلطان، وكلا يريد حقوق قبيلته ومدينته ولو وهما، بل وصل الأمر إلى التقسيم من أجل الفرد، فتجد من يناصر أفرادا أمواتا وأحياء، ويريد أن تكون لهم الكلمة والسلطة دون غيرهم، ولو على حساب الوطن والمواطن.. ثم نتساءل عن كل الحروب التي جرت طيلة السنوات الماضية، والمعارك والمواجهات والدماء التي سالت، والحجارة التي دمرت، ترى من قام بها؟ أليسوا ليبيين ضد ليبيين غيرهم، يفترض أنهم إخوانهم في الوطن ومن ضمن شعبهم الواحد.

إن الأمر يؤكد أن العقلية الجهوية والفردية والقبلية أكبر وأقوى من العقلية الوطنية التي تحرص حقا على وحدة وطن وقيمة شعب.

الا يحدث انه من اجل فرد ربما قبض عليه حتى لجريمة ارتكبها يعاقب شعب من قبل قبليته ومنصريه حقا وبطلا بقفل المياه والنفط وكل الطرق الممكنة وفعل كل ما يمكن من اجله فأين هي وحدة البلاد وشعبها .

فاخرجوا من جلباب الأكاذيب والكلام الفارغ، واعترفوا بقبليتكم وجهويتكم، وأن مصالحكم المحدودة فردية وجهوية وقبلية أكبر من الوطن ووحدته وشعبه وكرامته، عندها يمكن أن تضعوا الأمور في نصابها، وتصلوا إلى حلول ترضي الجميع، حتى لو كان التقسيم آخرها، إن كان سينقذ البلاد والعباد من الموت والدمار والصراع والفوضى..

فهل حقا ليبيا واحدة وشعبها موحد؟!..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى