
* كتب/ فرج بلعيد،
عندما خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، جعل للذَّكر صفات، وللأنثى صفات لا تشبه بعضها بعضًا. وإذا اختلطت هذه الصفات، يحدث اختلال في التوازن الفطري لدى الإنسان.
فجعل الله للذَّكر القِوامة، والغلظة (عند الحاجة)، والغَلَبة، والتكليف،
وجعل للأنثى الرقة، والعطف، والحنان، وهي التي خُلقت من ضلع الرجل.
ومن علامات فساد الزمان: اختلاط الأدوار والمعايير التي تعني كلًا من الرجل والمرأة.
فنجد -مثلاً- امرأةً لها السلطة في الكلمة والرأي، وصاحبة المشورة الأولى في كل شيء، ويُرجع إليها في القرار الأخير. وهنا تبدأ الأمور بالانصياع لكفة المرأة على حساب دور الرجل.
ونجد الرجل، في المقابل، مسرفًا في النعومة؛ يهتم بالتفاصيل الجمالية وكأنه هو الذي “نشأ في الحِلية”، لا المرأة.
نراه تارة ينافس أخواته في ضيق الملبس، ونعومة الجلد، وعدم تحمّل المشاق والمسؤوليات.
ونحن هنا لا نعني الطعن في نظافة الرجل البدنية، ولو قلنا بذلك لناقضنا سُنَّة نبينا في طهارة البدن وطيبه،
وإنما المقصود هو الخشونة في الهيئة، والرجولة في النبرة، وقوة الحضور.
ولكي تتضح الأمور وتستقيم الموازين، على المرأة أن تعي ما يُطلب منها من أدوار،
فليس القصد هنا إلغاء حقوقها أو الحط من شأنها، بل لإعادة التوازن في المجتمع،
فالمرأة هي منبع إنتاج الرجال إذا وُظّفت بالشكل الصحيح.
ولنا في سيرة أم الإمام أحمد بن حنبل خير دليل على دور المرأة في إنجاب الرجال وصناعتهم.
ومن أخطر علامات تداخل الأدوار: كثرة “الدِّياثة”، وانعدام الغِيرة، حتى لا نكاد نفرّق بين الرجل والمرأة في الصوت أو المظهر.
وحياة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم خير مرجع واعتبار؛
كان يجوع فيربط الحجر على بطنه، وينام على الحصير، ويصبر على ضنك العيش،
ومع ذلك كانت له الكلمة الفصل، والهيبة، والقرار.
ختامًا، يجب علينا احترام الجِبِلّة التي فطر الله عليها كلًّا من الرجل والمرأة؛
فالرجلُ زرع، والمرأةُ شجرة، والتربية السويّة المتوازنة هي الحصاد المنتظر للنهوض بهذه الأمة.