
الناس–
بعد تأجيل لعام واحد، يستعد مهرجان مزدة الدولي للأفلام القصيرة لإطلاق دورته السادسة هذا العام، حاملاً معه تراكمًا فنيًا وإنسانيًا اكتسبه منذ انطلاقه الأول عام 2016.
الدورة المرتقبة، التي ستقام بمدينة مزدة، تحمل اسم الممثلة الليبية الراحلة “حميدة الخوجة” تكريمًا لمسيرتها الفنية وإسهامها في المشهد الثقافي الليبي.
وفي لقاء مع صحيفة الناس، تحدث مؤسس ومدير المهرجان الفنان “رمضان المزداوي”، عن نشأة المهرجان وتطوره، مشيرًا إلى أنه بدأ بمدينة مزدة بدورته الأولى تحت اسم الفنانة “نعيمة أبوزيد”، ومن ثم تنقّل بين مدن البيضاء وبنغازي وزوارة، ليؤكد طابعه الوطني الجامع.
وأضاف المزداوي: “رغم محدودية الإمكانيات، إلا أننا استطعنا خلق مساحة فنية تفاعلية، وتوسعت المشاركات الدولية لتشمل أكثر من عشرين دولة حول العالم“.
وستقام الدورة القادمة برعاية المجلس البلدي لمدينة مزدة، وقال المزداوي: “أتوجه بالشكر إلى عميد بلدية مزدة السيد جمال رحيم، الذي بادر بدعم هذه الدورة ورعايتها، مؤمنًا بأهمية استمرار هذا المهرجان ودوره في إشاعة ثقافة الفن والإبداع“.
وبحسب المزداوي فقد بلغ عدد الأفلام المتقدمة للمشاركة حتى الآن 335 فيلمًا من 29 دولة تمثل أربع قارات، ولا تزال لجنة المشاهدة والفرز تواصل عملها لاختيار الأعمال المؤهلة، هذه اللجنة تألفت هذا العام من: الدكتور “برهان سعادة” من الأردن، الدكتور “إبراهيم الشمري” من العراق، السيناريست “عبد العزيز الزني” من ليبيا، والمخرجة المصرية “جيهان إسماعيل”.
كما أشار المزداوي إلى أن شروط المشاركة لا تختلف عن المعايير المتعارف عليها دوليًا، ومنها جودة الإنتاج وحداثة العمل، مع الالتزام بعدم الإساءة للمعتقدات أو الترويج للعنف والتطرف.
وتضم لجنة التحكيم الرسمية للمهرجان نخبة من السينمائيين العرب والدوليين، برئاسة المخرجة والمنتجة الإيطالية “Giusy Buemi”، وعضوية المخرج الكويتي “عبد العزيز الصايغ”، والعُماني الدكتور “حميد العامري”، والفنانة الليبية “خدوجة صبري”، والممثلة التونسية “مريم بن حسين”. أما إدارة هذه الدورة فيتولاها المخرج العراقي “حميد الرماحي”، رئيس مهرجان السينما المتنقلة في العراق.
وختم المزداوي تصريحه قائلاً: “واجهنا تحديات كثيرة على مدى خمس دورات، لكننا نجحنا بعزيمة وإيمان بالفن في تجاوزها، وها نحن نثبت مجددًا أن الفعل الثقافي المستقل قادر على الاستمرار، ولو في ظل غياب رسمي، ما دام هناك من يقدّر قيمة الفن ويراه أداة لتنوير المجتمع والارتقاء بذوقه“.