
العربي الجديد-
التقى مسؤولون أميركيون عدداً من العسكريين التابعين لحفتر على متن السفينة “يو إس إس ماونت ويتني” التابعة للأسطول السادس، التي وصلت إلى بنغازي الاثنين (21 ابريل 2025م) قادمة من طرابلس، وفقاً لبيان نشرته السفارة الأميركية على منصاتها الإلكترونية.
وذكر بيان السفارة أن الوفد الأميركي الذي يترأسه نائب الأدميرال جيه تي أندرسون، قائد الأسطول السادس للبحرية الأميركية، ويضم المبعوث الأميركي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، والقائم بالأعمال في السفارة جيريمي برنت، التقوا على متن السفينة عددا من كبار المسؤولين العسكريين”.
وأوضح البيان أن اللقاء ناقش “سبل تعزيز التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وليبيا، ودعم الولايات المتحدة الجهود الليبية الرامية إلى توحيد المؤسسة العسكرية”، والتأكيد على التزام الولايات المتحدة الأميركية “بالشراكة مع الليبيين في جميع أنحاء البلاد، وفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، من أجل تحقيق السلام الدائم والوحدة الوطنية”.
والأحد، وصلت السفينة الأميركية الى ميناء طرابلس وعلى متنها الوفد الأميركي نفسه الذي التقى “كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين الليبيين، بمن فيهم رئيس الأركان العامة الفريق أول ركن محمد الحداد، وعضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، والمكلَّف بتسيير شؤون وزارة الخارجية والتعاون الدولي الطاهر الباعور، ووكيل وزارة الدفاع عبد السلام الزوبي، ومستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء إبراهيم الدبيبة، ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك”، وفقاً لبيان للسفارة الأميركية، الذي أوضح أن اللقاء ركز “على سُبل تعزيز العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وليبيا، ودعم الجهود الليبية الرامية إلى تحقيق التكامل العسكري”.
وفيما ذكر بيان السفارة أن اللقاء في طرابلس أكد التزام الولايات المتحدة “بشراكة قوية مع الشعب الليبي في المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية، دعماً للاستقرار والازدهار في ليبيا”، كشفت معلومات متطابقة أدلت بها مصادر حكومية من طرابلس لـ”العربي الجديد” في وقت سابق أن اجتماعات المسؤولين الأميركيين ضمت أيضاً اجتماعاً منفصلاً مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة وعدد من مساعديه.
ولم ترشح أي معلومات عن صلة الزيارة بالتطورات السياسية في ليبيا، إلا أن ما ذكرته المصادر ذاتها يشير إلى علاقة الزيارة بالمناورات العسكرية التي تعتزم واشنطن إطلاقها بين يومي 22 و30 إبريل الجاري، بمشاركة رئاستي الأركان العامة في طرابلس وبنغازي. ومنذ أشهر، تنشط واشنطن وعواصم أوروبية في اتجاه تشكيل قوة عسكرية ليبية مشتركة مع معسكري غرب وشرق البلاد، والتقى عدد من مسؤولي السفارة الأميركية ضباطاً تابعين لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس وقيادة حفتر في بنغازي
ومطلع فبراير الماضي، أجرى نائب قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) الفريق جون برينان زيارة لطرابلس وبنغازي، التقى خلالها الدبيبة وحفتر، وناقش معهما سبل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وتعزيز التعاون الأمني بين ليبيا والولايات المتحدة، بحسب بيان لقيادة “أفريكوم” وقتها. وخلال ذلك، زار برينان مقر اللجنة العسكرية الليبية المشتركة بمدينة سرت، وسط البلاد، سلم خلالها اللجنة مقترح عمل يقضي ببدء العمل على بناء نواة القوة، عبر عدة مراحل تبدأ باختيار أربعة ضباط من معسكري الشرق والغرب لقيادة القوة المشتركة، بحسب تصريحات سابقة أدلى بها مصدر مقرب من اللجنة لـ”العربي الجديد”
في نهاية الشهر ذاته، أعلنت السفارة الأميركية لدى ليبيا أن القوات الجوية الأميركية نفذت “نشاطاً جوياً” قبالة ساحل مدينة سرت، يهدف إلى “تعزيز التكامل العسكري بين شرق ليبيا وغربها”، مضيفة أن النشاط يسهم في “تحسين قدرات الدفاع الجوي ومراقبة الحركة الجوية” في ليبيا. واعتبرت السفارة تنفيذ هذا النشاط الجوي “خطوة مهمة” في اتجاه “إعادة توحيد المؤسسات العسكرية الليبية”، مجددة “التزام الولايات المتحدة الوحدة والاستقرار في ليبيا”، ومؤكدة أن “الشراكة بين الولايات المتحدة وليبيا في مجال الدفاع ستجعل بلدينا أقوى، بالتعاون مع شركائنا الليبيين من مختلف أنحاء البلاد”