
* كتب/ خالد الجربوعي،
ما تفعله الأندية الرياضية الليبية وخاصة كبار أنديتها لا يمكن أن تجده في أي دولة أخرى مهما كان مستواها في أي مكان من العالم..
فهذه الأندية تمارس ومنذ سنوات وعقود -وليس اليوم فقط- دورا لا علاقة له لا برياضة ولا كرة، ولا بطولات ولا نتائج على الميدان ولاهم يحزنون.. فهي تحولت إلى أماكن لتلميع الوجوه وتصدير الأفراد للمشهد العام في ليبيا، خاصة من يبحثون عن دور ومكان في الحياة السياسية والمشهد العام.. فمن تبيض ودعاية لأبناء القايد الهمام يوما، حيث تحولت هذه الأندية وخاصة كبارها مكانا لبعض الأبناء لشراء الذمم والبحث عن شهرة وتصدر للمشهد بكل الطرق.. حتى إنها تحولت يوما لتصفية الحسابات بين الأبناء عبر نشر الفتن وخطاب الكراهية من خلال صحف الأندية وما حدث حينها من زيادة شحن النفوس وزيادة الاحتقان بينها حتى وصل الأمر إلى إيقاف تلك الصحف، وصولا إلى تحويل أندية الكرة إلى معسكرات ومواقع للأمن واللجان الثورية حينها من أجل كسب ود هذه الأندية واستغلالها في الحصول على الشهرة ودعم النظام وقائده، إلى أقصى حد دون الدخول في التفاصيل كثيرا..
حتى وصل حالها إلى ما وصلت إليه، بل حتى الهتاف الذي تحول إلى شعار أنصار النظام السابق وتصدر شعارته حتى اليوم كانت الأندية والملاعب الرياضية هي مصدره التي خرج من خلالها..
ورغم كل ما حدث من متغيرات بعد 2011 ولو نسبيا يبدو أن هذه الأندية وخاصة المعروفة تحديدا لم تتعلم شيئا من دروس الماضي، لتواصل ممارسة دورها ومسارها في تلميع الأفراد من كل الأصناف، وتكون بابا لكل باحث عن شهرة وكل فاسد يريد تنظيف نفسه، وكل سارق يبحث عن غسيل أمواله، لتتحول إلى منبر للفاسدين والقتلى ومروجي المخدرات والخارجين عن القانون وكل أنواع الإجرام.. ويحدث كل ذلك وسط تهليل وتنافس بينها على من يجذب هذه النوعية إلى صفه أكثر من الآخر.. لتجعل من الاستمرار في تشجيع هذه الأندية ربما جريمة في حق البلاد والعباد.. وأعتقد أن كل من يواصل متابعة هذه الأندية والمذكورة خاصة بعلم أو بدونه يرتكب جريمة في حق نفسه وحق البلاد، لأنه يشجع أندية لا تستحق إلا التجاهل والهزائم والسقوط لا الفخر والانتصار والتشجيع، والكلام يطول في الموضوع..
شخصيا ومنذ أكثر من ربع قرن، مع بداية تحولها إلى بوق لمن حولوها إلى ملكية خاصة لهم للدعاية لأنفسهم ونظامهم تركت متابعتها وتشجيع من كنت يوما حتى عضوا في لجانه الثقافية “ومن كانوا زملاء لي في تلك الفترة في هذه اللجان أكثرهم يعرف موقفي من كل ذلك في حينه”، بل أصبح من أكثر الأندية كراهية نظرا لما فعله ومازال يفعله حتى اليوم.. حتى إنني وطيلة هذه الفترة لا أهتم كثيرا بالكرة المحلية ولا مبارياتها ولا أنديتها ولا حتى أسماء من يركلون كرتها، وبشكل شبه تام من تلك الأيام.. فهل فعلا مثل هكذا أندية تستحق الاهتمام والمتابعة والتشجيع وهي لا تقدم إلا الفاشلين، وكل من أجرم في حق الوطن، ليكون راعيا ومالكا لها ماضيا وحاضرا لمن يملك عقلا ولديه موقف؟..
المزيد: