
نوفا-
حفتر أرسل وفداً من الضباط إلى روسيا للتدريب على قيادة مقاتلات ميج 29، لكنها في الوقت نفسه تحاول تنويع شركائها العسكريين من خلال التطلع إلى بيلاروسيا.
يرى الخبير في شؤون ليبيا في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (روسي) جلال حرشاوي أن الزيارة الرسمية التي قام بها قائد الجيش الوطني الليبي إلى مينسك تستجيب للحاجة إلى إثبات أن موسكو ليست حليفته الوحيدة. وأوضح حرشاوي لوكالة “نوفا” أنه رغم عودة إدارة ترامب، فإن البنتاغون يواصل الضغط على حفتر لإبعاد نفسه عن روسيا إذا كان يريد تعاونا عسكريا أكبر واعترافا من الولايات المتحدة.
وأضاف أن “المسألة الروسية تظل حساسة حتى بعد رحيل الديمقراطيين عن المشهد”. ولهذا السبب يشعر جنرال برقة بالحاجة إلى إثبات أن لديه محاورين آخرين للحصول على التدريب وقطع الغيار والإمدادات العسكرية. وشدد المحلل على أن المرشح الوحيد المتاح يبدو أنه بيلاروسيا، التي تعمل اليوم “مثل دولة تابعة لروسيا أكثر من كونها كيانًا مستقلاً حقيقيًا”. ومع ذلك، تأمل عائلة حفتر في “تصوير مينسك ككيان منفصل عن الكرملين، مما يعطي الانطباع بأن موسكو ليست الداعم العسكري الوحيد لحفتر”
وتتزامن تصريحات الحرشاوي مع زيارة حفتر الرسمية إلى مينسك، حيث أعرب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، الذي يعتبر أحد أكثر حلفاء بوتين ولاءً، عن استعداده لتعميق التعاون مع ليبيا. وقال الزعيم البيلاروسي إن حكومته مستعدة “لتقديم كل الدعم الممكن” لقوات الجنرال الليبي. في هذه الأثناء، ترأس وزير خارجية حكومة الاستقرار الوطني في برقة عبد الهادي الحويج اجتماعا للجنة المنظمة للمنتدى الاقتصادي الليبي الروسي، في إشارة إلى الرغبة المستمرة في تعزيز العلاقات بين بنغازي وموسكو.
ويأتي وصول حفتر إلى مينسك في لحظة مهمة بالنسبة لليبيا. في حين احتفلت طرابلس أمس بالذكرى الرابعة عشرة لثورة 14 فبراير، لم تشهد شرق ليبيا أي احتفالات تذكارية، إذ تهيمن على شرق البلاد تيارات سياسية معارضة لبعض نتائج الثورة، بينما يواصل الغرب استعادة روحه الأصلية ذات الإلهام الإسلامي. في موازاة ذلك، دعا السيناتور الجمهوري جو ويلسون حفتر إلى “عدم ارتكاب خطأ فادح” بالسماح بمزيد من التوسع للوجود الروسي في ليبيا، وخاصة من خلال “قواعد بحرية جديدة” لموسكو.
يعكس نداء ويلسون، الذي نُشر في سلسلة من المنشورات على موقع X، المخاوف المتزايدة في واشنطن والشركاء الغربيين بشأن تعزيز روسيا للبنية التحتية العسكرية في المناطق الخاضعة لسيطرة حفتر. وتشير عدة مصادر إلى أن موسكو نقلت معدات متطورة من قواعدها في سوريا إلى منشآت عسكرية تقع في برقة وفزان، في إشارة إلى تعزيز وجودها العسكري في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا.
وكان ويلسون أحد الرعاة لقانون استقرار ليبيا، الذي أقره مجلس النواب الأمريكي في خريف عام 2023. ويسمح هذا الإجراء لواشنطن بفرض عقوبات على الكيانات الأجنبية التي تدعم الجماعات المسلحة في ليبيا إذا انهارت حكومة الوفاق الوطني أو تم المساس بوقف إطلاق النار.
في هذه الأثناء، تتواجد مجموعة مكونة من 15 إلى 20 ضابطا يتبعون حفتر في روسيا لتلقي تدريب لمدة ثلاثة أشهر على طائرات ميج 29، وفق ما ذكره موقع “فواصل ميديا” الإعلامي الليبي.
وتأتي العملية في إطار التعاون العسكري بين موسكو وبنغازي، والذي شهد تعزيز القدرات الجوية للجيش الوطني الليبي. في نوفمبر 2022، نشر تابعون لحفتر صورًا لطائرات ميج 29 روسية في قاعدة الجفرة الجوية، أحد الأصول الاستراتيجية في ليبيا. وأظهرت الصور أيضًا تواجد شخصيات تابعة لحفتر، بما في ذلك محمد المنفور، وصدام وخالد حفتر.