![](https://alnnas.ly/wp-content/uploads/2025/02/IMG_4148-780x470.jpg)
الناس– عبدالعزيز عيسى: تصوير/ محمد شاكير
في مشهد يعبر عن التضامن ليس بين أبناء مصراتة ومؤسساتها فحسب، بل بين أبناء ليبيا وإخوانهم في غزة الجريحة، يتحشد جمع من المتطوعين على أرض المعارض ببلدية مصراتة، ويتولون إعادة ترتيب أطنان من المواد الغذائية والطبية والأغذية تمهيداً لإرسالها في قافلة مساعدات ثالثة، بعد شحنتي مساعدات سابقتين غادرن مطار وميناء مصراتة في ديسمبر 2023 و مارس 2024م
نقطة الانطلاق
أطلق المجلس البلدي مصراتة في نوفمبر من العام 2023م حملة لجمع التبرعات بالتعاون مع الهلال الأحمر الليبي بمصراتة وبعض مؤسسات المجتمع المدني تحت مسمى “حملة المساعدات الليبية للشعب الفلسطيني”
وسيّرت الحملة أولى مساعداتها الإنسانية في 27 ديسمبر 2023م عبر جسر جوي بين مطار مصراتة ومطار العريش الدولي بمصر ضم 35 طن من المساعدات التي تمثلت في الأغذية والأغطية، والأدوية والمعدات
لم تتوقف!
قال رئيس فريق النشاط والدعم المعنوي بلجنة المساعدات الليبية للشعب الفلسطيني “إمحمد غليو” أن المساعدات لأهلنا في غزة لم تتوقف، فتم أرسال أولى المساعدات النقدية بعد توقيع اتفاقية بين بلدية مصراتة، وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية “iHH”
وتابع أن الأخيرة تكفلت بإيصال الدفعتين الأولى والثانية من المساعدات المالية لأهلنا في غزة، وقد تم التأكد من ذلك عبر الوثائق والفيديوهات التي توثق وصول هذه المعونات، وفق قوله
وأضاف أن الحملة نجحت في التواصل المباشر مع منظمات ومؤسسات خيرية داخل قطاع غزة، وإرسال الأموال إليها، لشراء الاحتياجات من المعونات الطبية والأغذية والأغطية، وقد وصلتنا الوثائق والفيديوهات التي توثق وصول هذه المعونات
أول سفينة
مضى “غليو” مسترسلاً في حديثه أن إرسال أول سفينة مساعدات كانت خلال شهر رمضان الماضي، وقد تكفّل المجلس الأعلى للدولة بإيجار السفينة التي وصلت إجمالي حمولة المساعدات على ظهرها إلى 1700 طن من الأغذية والأغطية والملبوسات والمفروشات والمعدات الطبية والأدوات المنزلية ومواد التنظيف
وأستذكر الصعوبات التي واجهتهم قوله أن ميناء العريش الذي رست به الباخرة كان ميناء ضيق وأن السفينة بقيت في الانتظار لأيام، فضلاً عن صعوبات واجهت آلية تسليم المساعدات والاستلام بين الهلال الأحمر المصري والفلسطيني، غير أن الحملة وصلت لأهالي غزة قبل وصول السفينة إلى ميناء مصراتة
وأضاف أنه سيتم التغلب على هذه الصعوبات مع تواصل حملات المساعدات، وفتح معبر رفح، ولعلكم رأيتم كيف أنه تم تسجيل عبور 900 شاحنة مساعدات خلال يوم واحد فقط عبر معبر كرم بو سالم!
14 يوم و19 عاما
يروى “شعبان الأطيرش” وهو أحد متطوعي الهلال الأحمر الليبي مصراتة والمشاركين في الحملة الذي شاركوا في إيصال المساعدات لأهلنا في غزة في رحلة سفينة المساعدات الأولى التي أبحرت من مصراتة في 30 مارس من العام الماضي
وقال أن السفينة الأولى والتي كانت محملة بـ 1500 طن من المواد الغذائية شهدت مشاركة أعضاء من اللجنة المشرفة على الحملة، ومتطوعي جمعية الهلال الأحمر الليبي مصراتة وشباب فوج المدينة مصراتة للكشاف والمرشدات الذين من بينهم من لم يتجاوز عمره 19 عاماً وكبار السن الذين من بينهم من نال منه التعب.
وأوضح أن الشباب الذين كانوا على متن السفينة وطاقمها هم من تولوا تفريغ حمولة المساعدات بميناء العريش في 20 أبريل، تمهيداً لتسلمها من الهلال الأحمر المصري، الذي تولى بالفعل إيصالها لأهلنا في غزة في 24 أبريل أي قبل ثلاثة أيام من وصولنا إلى مصراتة.
وأشاد “الأطيرش” في ختام حديثه، بجهود القائمين على الحملة التي شهدت مشاركة الغيورين على قضية الأمة والمعاناة التي شهدها أهلنا في غزة طيلة الفترة الماضية، و تكاثف وتحمل المسؤولية من بلدية مصراتة
مواقف لافتة
استعرض “غليو” ما تم تسجيله من مواقف لافتة خلال حملات التبرعات التي تتخذ من أرض المعارض مقراً لها، قوله في إحدى المرات قدم إلينا طفل ذو إعاقة جسدية وتبرع بمرتباته التي يتقاضها من صندوق التضامن الاجتماعي لأهلنا في غزة!
كما حضرت – حسب محدثنا – إمراة نازحة من مدينة درنة وتبرعت بالعقد الذي في رقبتها وتصدقت بها لأهلنا في غزة، وكثيرون تبرعوا بقطع من الذهب تم بيعها في مزاد علني الذي حضرته للصدفة سيدتان وسألن المزاد؟ وما إن أجبناهن عما هناك، قامت احداهن فوراً بخلع الاقراط من أذنيها وتبرعت بهما!
وأجرت حملة المساعدات “مزاد غزتنا الخيري” في السابع من أبريل الماضي، وتم خلال بيع المجوهرات والقطع الذهبية المتبرع بها من حرائرنا لإغاثة أطفال ونساء غزة
وأضاف “غليو” أن 2 من المواطنين من طرابلس وغريان تبرعوا بسياراتهم الشخصية وذلك لبيعها، ودفع ثمنها لأهلنا في غزة، ومواطن ثالث من طرابلس تبرع بقطعة أرض مساحتها 1000 متر لأهلنا في غزة مع العلم بأنه لا يملك سواها، كما أن مواطن تبرع بقيمة وليمة عرسة لأهلنا في غزة
4 مليون و4000 طن
حدد القائمون على الحملة منتصف الشهر الجاري موعداً لإرسال سفينة المساعدات الثانية بحمولة 4000 طن من المواد الغذائية والطبية والأدوية والأغطية والمواد المنزلية ومواد التنظيف، إضافة إلى القرطاسية التي لم تكن في الحملات السابقة لإعانة أطفال غزة على مواصلة دراستهم.
وعلمت الناس أن الباخرة التي ستقل المساعدات ستصل إلى ميناء مصراتة خلال هذين اليومين، لتغادر منه إلى ميناء العريش الاثنين المقبل، وذلك بعد تحميل الباخرة بالمساعدات التي أستغرق جمعها عدة أشهر في أربعة أيام، لترسو كسابقتها في ميناء العريش بجمهورية مصر، ومنه تنقل المساعدات براً إلى معبر رفح.
وشهدت الحملة مشاركة عديد التجار ومؤسسات المجتمع والمدني وأهل الخير الذين من بينهم رجل أعمال تبرع بمساعدات قيمتها ملايين دينار ليبي نقداً!
لا تخفى على أحد!
بنبرة حماس، قال عضو حملة المساعدات الليبية للشعب الفلسطيني “محمد سالم العريق” أن الحملة هي استكمال لحملات سابقة، وأساس عملها التطوع والمساعدة
وقال أن معاناة أهلنا في غزة لا تخفى على أحد، مشيداً جهود الخيرين الذين تنادوا وبدأوا في تجميع المواد الاغاثية، والغذائية، ووضعها في صناديق معينة
وفيما أعرب عن خشيته من أن يقوم الجانب الإسرائيلي بإغلاق معبر رفح في أي وقت، أكد أن الفرصة مواتية أمام الجميع وأن يستغلوا هذه الفرصة التي لا تتكرر
ودعا في معرض حديثه من لديه الأموال أن ينفق، ومن ليس لديه المال ولديه الجهد أن يحضر إلى مقر الحملة ويساعد، مثمناً وقفة أهالي زليتن في تجميع المواد الاغاثية داعياً بقية المدن إلى جمع التبرعات، متعهداً بإيصالها لمستحقيها، وفق حديثه