* كتب/ عمر السويحلي،
تولى فرحات بن قدارة رئاسة المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا في يوليو 2022، متعهداً بزيادة الإنتاج إلى مليوني برميل يومياً، إلا أنه فشل واستقر عند 1.2 مليون برميل يوميًا بعد عامين.
رغم محاولاته جذب شركات عالمية مثل “إيني” و“توتال” فإنه لم ينجح في ذلك أيضاً، أما وعوده بإشراك الشركات المحلية فقد اصطدمت بواقع ظهر فيه استمرار تأخير مستحقاتها وفساد مستشر في قطاع النفط بأكمله.
واجه بن قدارة انتقادات حادة بسبب موافقته على زيادة حصة شركتي “توتال” و“كونوكو فيليبس” بنسبة 13% في شركة الواحة، وهو ما اعتُبر “خطأً جسيمًا”. كما تعرض لاتهامات بالتغاضي عن صادرات غير مشروعة من ميناء الحريقة لصالح حفتر، وتحويل عوائد النفط إلى مصرف في دبي بدلاً من المصرف المركزي الليبي، وهناك شبهات فساد حول علاقته مع شركة البحر المتوسط للخدمات النفطية بدبي، حملت النائب العام على إصدار أمر استدعاء لجمال اللموشي مدير الشركة.
في يناير 2025، أُقيل بن قدارة من منصبه وهو خارج البلاد ولم يعد (حتى كتابة هذا المقال) ولم يقم بإجراءات التسليم والاستلام مع الرئيس الجديد كما هو متبع في الدولة الليبية.
عُيّن عضو مجلس إدارة المؤسسة مسعود سليمان موسى (من قبيلة المغاربة اجدابيا) خلفًا له.
إقالة بن قداره تمت وسط تقارير تفيد بأن السبب الحقيقي كان توقيعه صفقة مع الإمارات لتطوير حقل الحمادة بنسبة 40%، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالعقود السابقة، وآخِرها 8% فقط في عهد إدارة شكري غانم للمؤسسة.
وفي نفس السياق أصدرت محكمة استئناف طرابلس حكمًا ببطلان تعيينه بسبب حمله الجنسية الإماراتية، مما يخالف القوانين الليبية.
خلال فترة ولايته، انتقد وزير النفط المقال محمد عون تعاقد المؤسسة مع شركة البحر المتوسط الإماراتية، لشراء مواد تشغيلية بقيمة 10 ملايين دولار دون موافقة الوزارة. كما تم تحويل مليون دولار لشركة “ميد أويل” في إسطنبول التابعة لنفس الشركة، مقابل خدمات تدريبية مشبوهة، مما أثار شبهات حول صفقات غير شفافة.
قبل رئاسته للمؤسسة، شغل بن قدارة مناصب مصرفية عديدة، بدءًا بعضويته في مصرف الوحدة، ثم نائبًا لمحافظ مصرف ليبيا المركزي، وصولًا إلى منصب المحافظ حتى 2011.
بعد الثورة، ترأس مصرف المتوسط بنغازي، وسبق له إدارة شركة البيضاء للأثاث التي انتهت بالإفلاس.
تزامنت إقالته مع مطالبات بإجراء تحقيقات في العقود التي أبرمتها المؤسسة في عهده، وسط تكهنات بوجود فساد و تجاوزات مالية وإدارية واسعة النطاق.
يعكس عزل بن قدارة استمرار تحديات القطاع النفطي الليبي، الذي يعاني من الابتزاز السياسي والفساد، مما يؤثر سلبًا على استقرار الإنتاج وتطوير الموارد رغم أن النفط الليبي يُعد من أجود أنواع النفط في العالم.
بن قداره من مواليد مدينة بنغازي ولكن تعود أصوله إلى مدينة زليتن وهو محسوب على معسكر حفتر.
للكاتب أيضا: