الرئيسيةالرايفي الذاكرة

الأوضاع العامة بليبيا قبيل الاستقلال

* كتب/ د. أسامة وريث،

قد يشكك البعض في حقيقة تدني الوضع بليبيا قبيل الاستقلال، بينما يلقي البعض الآخر باللائمة في تدني حياة الكثيرين على عاتق رجالات الاستقلال! فلا يقنع بالتالي بمسألة أن المملكة الليبية قامت من عدم! من فراغ. وأن بلادنا لم تكن تملك الموارد ولا النفط والغاز، ولا المصانع ولا المتاجر، والتي تعطلت بسبب أعوام القحط/الشر، طيلة سنوات 1940s

ولم تنهض كل هذه المناشط وغيرها وتُبعث للحياة مجددا إلا في مطلع 1960s فقط. بعد أن تعطلت الحياة المدنية وتوقف الإنتاج وانتشر البؤس والشقاء طيلة الأربعينات بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية 1939-1943م والتي شهدت الأراضي الليبية جزءا من مراحلها. مما ترك أثرا سلبيا على حياة الساكنة وواقع البلد عشية الاستقلال. وتردي الوضع الاقتصادي هو الأمر الذي دفع لعملية تأجير القواعد العسكرية للدول العظمى، والتي وفرت الأمان والسيولة لبلد منهك وضعيف.

(مجلـة التايـم TIME الأمريكيـة) نشرت في ديسمبر 1951 تحقيقا كاملا عن الحالة الليبية أثناء الاستقلال.

التحقيق الصحفي الشهير الذي غطى الحالة الليبية من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية.. هو تقرير مطول، اخترت لحضراتكم أهم ما فيه من نقاط، وهي كالتالي:-

(إن ليبيا بلد يتكون من ثلاثة أقاليم، تفصل بينهما صحراء شاسعة، وانعدام الثقة متبادل بين أطراف تشتغل تحت سقف برلمان واحد! وذو طراز أوروبي، ودستور مستمد من تشريعات اثنى عشر بلدا آخر.

ليبيا هي أول بلد يولد بقرار من الأمم المتحدة!.

إن ليبيا ليس أمامها أي فرصة لتبلغ سن الرشد، وسكان ليبيا البالغ عددهم المليون وخمسين ألف نسمة، بينهم 800 ألف نسمة بطرابلس الغرب و 300 ألف نسمة ببرقة و40 ألف نسمة بفزان.

يعرفون كلمة استقلال ولا يملكون إلا إرثا قليلا لتفعيله! .

ليس بهذا البلد كليات جامعية. ولديهم فقط 18 شخص يحمل مؤهلا جامعيا، وثلاثة محامين، وليس هناك طبيب واحد أو مهندس أو مساح أو صيدلي واحد!

فقط 250 ألف مواطن قادر على كتابة اسمه! أما الباقون فيستعملون البصمة للتوقيع!

أمراض العيون وخاصة التراكوما منتشرة جدا لدرجة أن 10% من السكان مصابون بالعمى. متوسط دخل الفرد 35 دولار تقريبا، وهو أقل من أي قطر عربي آخر باستثناء اليمن، وثمانية أعشار الليبيين هم مزارعون أو رعاة ماشية.

علاوة على ذلك، يذكر مسح غير مشجع للأمم المتحدة؛ أن هذه البلاد يصعب عليها توفير الطعام لسكانها. كما إنه ليس هناك خطوط هاتف أو تلغراف أو اتصالات راديو).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*محاضر بتاريخ ليبيا الوسيط، قسم التاريخ كلية الآداب جامعة مصراتة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى