الرئيسيةالراي

رأي- ما قيمة موقف لا تملك أن تتخذ سواه؟

* كتب/ خليفة البشباش،

الحرية قيمة عليا، بدونها لا قيمة لتدينك، ولا لأخلاقك، ولا لآرائك، ولا لفكرك، ولا لانتمائك، ولا لمواقفك.. ولا لأي شيء.

فحرية الإرادة شرط للتكليف، والمكره لا يؤاخذ على ما أتاه عاصيا أو طائعا، ولا قيمة لرأي لا تستطيع مخالفته، ولا قيمة لولائك لشخص أو جماعة لا تستطيع انتقادها، ولا قيمة لمدح من لا تقدر على ذمه، أو ذم من لا يسعك مدحه، ولا قيمة لموقف لا تستطيع اتخاذ سواه، ولا لفكرة لا تستطيع تبني غيرها، ومالم تكن أفعال المرء حرة فلا يمكن إخضاعها لأي نوع من التقييم الأخلاقي، فليس العاجز عن الظلم عادلا، ولا المرغم على المكرمة شريفا.

والعجب، أنه حين كان يقصر نصيب المرء من المفاهيم والمعارف، فإنه لم يفقد نزعته الفطرية إلى الحرية، وقد كنت تجد الرجل الأمي المعدم يأنف أن يوصف بالإذعان، ولا يقبل أن يخاطب بعبارات “الإكراه والغصب”، فصار المدجنون اليوم يفرحون بمن يعاملهم كالقصّر لا بل كالرقيق، ويهللون لمن ينزع أهليتهم، ويخاطبهم كالسائمة.

إن محاولة إجبار الناس على فضيلة من الفضائل، أو شعيرة من الشعائر، لا يخلق حالة إيمانية في المجتمع، بل على العكس.. يخلق حالة من النفاق، وإحدى أبرز انعكاسات وسمات النفاق هي الضعف وألفة الخوف.. ومجتمع الضعفاء هذا ما أسهل أن يقاد مثل النعاج إلى عكس الفضيلة، بنفس السيف الذي فرضها، والأمثلة تكاد تصرخ في وجوهنا.

للكاتب أيضا: 

رأي- قال أنا ربكم الأعلى..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى