الذكرى (221).. “فيلادلفيا” الأمريكية في أسر البحارة الطرابلسيين
* كتب/ د. أسامة وريث،
31 أكتوبر 1803 – 31 أكتوبر 2024
(( الذكــرى 221 لواقعــة الفيلادلفيـــا USS Philadelphia ))
وهي أول حرب تخوضها الولايات المتحدة في تاريخها مع دولة طرابلس الغرب
التفاصيل فيما يلي:
ظلت الحرب طوال سنوات 1801 وحتى 1803 ورغم نشاطها على جبهة مياه المتوسط؛ سجالا؛ ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وباشاوية طرابلس القرمانلية.
لكن وفي مساء (31 أكتـوبر من عام 1803) وقرب الشعاب المرجانية والصخرية قبالة منطقة الشعاب، وقيل قبالة باب البحر، ليس بعيدا عن برج بوليلة/مطعم برج بوليلة حاليا، قبالة جزيرة دوران الميناء الحالية. وقيل قبالة صقالة الحلفة – كوبري الودان حاليا – وبخطة محكمة من الرايس زريق، وقعت (الفرقاطة الكبيرة أم 44 مدفع) USS Philadelphia في الأسر؛ صحبة قائدها “الكابتن Bainbridge بينبريدج” مع 307 بحار جندي من بينهم 29 ضابط – كما يشير القنصل الفرنسي شاغلي فيغو Charles Féraud – إلى جانب عدد من قاذفات اللهب والمدافع .
الى جانب (صناديق من الذهب والعملات والوثائق والفضة)، صندوقين ذهب وعملة قام بالاستحواذ عليهما: مصطفى بوشاقور، وهو من أقرباء القرمانلي. تم تجريد عدد من الجند والضباط الأمريكان من جاكيتاتهم وشنطهم ومناديلهم وقبعاتهم، أما عمود الصاري، فقد تم افتكاكه ونقله لتعليقه على واجهة السراي إلى نهار اليوم. ليكون بمثابة علامة للغزاة القادمين من البحر.
وكان حتى عشرينيات القرن الماضي (لا يزال سكان باب البحر يشاهدون بقايا حطام الفيلادلفيا) عندما يكون الجو صافيا في الخليج.. وقد كتب الأمريكي Charles W. Furlong تشارلز فورلونغ سنة 1910 بأنه كان يشاهد بقاياها من مركبه بالنظر في الماء عبر سطل له قعر زجاجي.. وكانت القاصة الأمريكية مابل تود Mabel Todd قد أكدت في كتابها بأنها التقطت قاعدة من السفينة، تقول سنة 1905 أنها موضوعة الآن أمام مكتبها!.
(تم نقل مدافع البارجة الى سطح السراي الحمراء). ويقول الأسير الأمريكي Jonathan Cowdery : طلب الباشا مليون دولار لقاء فك أسرى البحارة الأمريكان. الولايات المتحدة تقدم فقط 120 ألف دولار. فيستمر النزاع
يقوم الطرابلسيون بتسخير الأسرى الأمريكيين في عمليات قطع الأخشاب (والأعمال الشاقة)
وفي 26 مارس 1804 (تجري محادثات) ما بين الباشا والكابتن بريبل Edward Preble
وفي (4 أغسطس 1804 تحدث معركة بحرية) ويسقط فيها قتلى من كلا الطرفين
ثم تقوم (قبائل الدواخل) بعرض خدمتها على الباشا – كما يقول الأسير كودري – وتعلن جهادها ضد النصارى الروم الكفار.
(بعد فشل المفاوضات) ما بين الدولة القرمانلية، وبين الدولة الأمريكية. تقوم الفرقاطة الأمريكية Intrepid إنتربيد” وتحت قيادة الأميرال ديكاتور Dictator Admiral بالتقدم لإشعال النيران في البارجة USS Philadelphia تحت جنح ليلة 18 فبراير 1804
في يوم 28 أغسطس (أطلقت الأبراج الطرابلسية عنان مدفعيتها) باتجاه البحر
وخلال يوم 30 أغسطس (تتناثر جثثت الجنود البحارة الأمريكيين) وتصل الشاطئ الطرابلسي
(حكومة السراي تهدد بإعدام الأسرى) إن قصف الأمريكيون المدينة وأهاليها، أو أي شبر من تراب البلاد.
ويقول كودري Cowdery بأن (الباشا كان يقف عند تنبؤات المرابطين). وقد تنبأ كبير المرابطية بأن بارجة أخرى سوف تقع في الأسر بعد أن ترتطم بالصخور!. فرح الباشا كثيرا!. لكن ذلك لم يحصل طبعا!!.
حدث (نقص في الحبوب والخبز بالأسواق) مع حصار الأمريكيين لبحر طرابلس/المياه الإقليمية، فيما يؤكد المؤرخ إيتوري روسي Ettore Rossi بأن البحرية النابوليتانية/الإيطالية، شاركت الى جانب الولايات المتحدة في الحرب.
(على الجانب الشرقي)، كان أحمد الثاني القرمانلي المخلوع عن العرش، هو خصم يوسف، وبسنة 1805 أعلن نفسه خصما للباشا يوسف، واستغل دعم الأمريكيين له تحت إمرة القنصل الأمريكي وليام ايتون William Eaton مع دعم باشاوية مصر التي تسعى الى الإطاحة بعرش يوسف باشا. وكانت شواطئ درنة بالذات ساحة المواجهة.
وعندما حدثت (معركة درنة)، كان الصراع حول درنة ما بين قوة أحمد الثاني، مدعومة من قوة أمريكية ضد قوة يوسف باشا. كادت الأمور تسير لصالح الحلفاء. غير أن الباشا يوسف بادر الى أرسال الدعم والتعزيز البشري والعسكري عبر البحر.
في 10 يونيو 1805 تم (توقيع معاهدة إنهاء الحرب)، وفي 11 يونيو 1805 جاء في تسلسل حوادث طبيب الفيلادلفيا، أن البارجة الأمريكية USS Constitution قد رست في شاطئ درنة، لتُعلم القنصل إيتون وحليفه أحمد الثاني، بخبر معاهدة السلام، وتطلب منه إنهاء حصار واحتلال درنة، والتوجه الى مالطا مع حليفه أحمد القرمانلي، الذي فضّل المغادرة نحو مصر، فتوفي بها مريضا.
(وبالنتيجة) خسرت الولايات المتحدة مع حليفها أحمد الثاني، وانتهت أحلام الأخير نهائيا في استعادة العرش، ودفعت واشطن مبلغ 60 ألف دولار مقابل 200 أسير، وبالاتفاق. ويؤكد جيمس هاملتون James Hamilton وجود بقايا بارجة أمريكية مدمرة أمام شاطئ درنة حتى عام 1852م.
من بين القتلى الأمريكيين :
– الكابتن ريتشارد سمرز Richard Summers
– جيمس دكاتشر James L. Dutcher
– جيمس كالدوال James Caldwall
– هنري وادسورث Henry Wadsworth
– يوسف إسرائيل Joseph Israel
– 25 بحار.
– 1 من مشاة البحرية.
وبعضا من المصابين من الأمريكيين:
– الكابتن ستيفن ديكاتشر Stephen Decatur
– الكابتن اسحاق هاپس Isaac Haaps
– يوحنا تريپ June Tripp
– مع 15 بحار.
– و 4 من مشاة البحرية.
أما (أسماء رؤساء البحر الذين أسروا فيلادلفيا)، فهم كالتالي:-
الرايس محمد أحمد زريق، العقل المدبر لعملية استدراج فيلادلفيا وأسرها.
الرايس عمر الشلّي
الرايس الحاج أحمد القريو
الرايس محمد أبو شيبة
الرايس رجب الهنشيري
الرايس علي قره باش الهنشيري
الرايس محمد القره قارشي
الرايس علي القره قارشي
الرايس على الدبسكي
الرايس عمر التاجوري
الرايس علي البلعزي
الرايس علي ولد الحوله
الرايس محمد بن سليمان
الرايس علي الشيشكو
الرايس محمد الداقيز
الرايس احميده ابليكتن
الريس مسعود الفروج
الرايس عبد الله حفيض
إلى جانب هؤلاء وغيرهم كثير، (كان هناك الرايس مراد)، والذي وصل في الدفعة الثانية من الزوارق الحربية، وبصفته آمر الأسطول الطرابلسي، فإن جميع رياس وجند البحرية الطرابلسية كانوا في انتظاره، ليصعدوا خلفه إلى ظهر الفرقاطة الأسيرة فيلادلفيا USS Philadelphia مطالبين في الوقت ذاته، حوالي 307 شخص من الجند وضباط البحر الأمريكان؛ بالنزول إلى الفلايك التي ستقلهم إلى مرسى طرابلس، تحت صفة أسرى حرب.