الرئيسيةالراي

رأي- المنسي

* كتب/ د. محمود ابوزنداح asd841984@gmail.com

هما طلعوك يامنسي…
من أجمل أفلام عادل إمام، بل أعتبره إن كانت هناك نقط بيضاء وأخرى سوداء، فإنني اعتبر فيلم المنسي لعادل امام النقطة البيضاء في مشواره الطويل، كيف لا وهو الذي جمع لأول مرة المؤلف وحيد حامد والمخرج شريف عرفة.
اجتمع العباقرة فكان المنسي، عندما كانت القاعة تعج بالضحك الذي يصل الأسطح، كان شعوري بالغضب يزداد ويزداد واليوم بكيت، العرض الأول للفيلم كان في سنة 1993 ولكن ما أشبه اليوم بالبارحة، وما أشبه الفن بالسرقة بفن!
رحلة الفيلم تذهب بنا بعيدا إلى مكان بين الأرياف والدواخل بوسط البسطاء والفقراء خلف الأعين، كانت حفلة الأثرياء والسراق يمارسون الفسق والسرقة والتعالي والفجور، لم يكن المنسي إلا حلقة فارغة موجودة على خط السكة الحديدية في يده مقبض لتغير مسار أنفسٍ حية موجودة داخل القطار..
بعد صخب حفلة الأكل والفجور والسرقة اتجه النائب عن الأمة للتعدي على حرمات الآخرين في مسلك دائم الحدوث والتكرار.. ولكن المخرج لم يعلم أن هناك شخصا يعاني الهبوط في الفكر قبل البطن، كان عليه الاستماع إليه، وأن يسرق كل ميزانية الشعب ولكن بفن!؟؟
يختلف فن السينما عن فن النواب، ولكن يبقى فن النواب أكثر بشاعة ورائحة تزكم الأنوف.

لم يستطع المنسي العيش إلا وسط الرعية بين الأحياء، ليستنشق هواء نظيفا.. ولم يستطع شريف عرفة إلا إخراج الحثالة إلى حافة السكة، وقفل شارة نهاية الفيلم بقارب يهاجر وسط صراخ الأخ والقريب هما طلعوك يامنسي… هما طلعوك يامنسي… رد عليا يامنسي… بنظرة دون إجابة..
الكل يعلم وخلف الستارة موجه من الضحك… ولكن في بلادي كبوة من البكاء تلاحقها أعين الأطفال…. هما موجودين يا ليبيا وسراق أمام القانون، أخاف من اليوم الذي يخرج علينا الهلفوت.. والبلعوط، في واقع لمشهد آخر من زمن آخر..

للكاتب أيضا: 

رأي- ذهب أسبوع يا مهيوب**

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى