بمناسبــة اليـــوم العالــمي للقهــــوة
* كتب/ أ. أسامة وريث
“كانون وتحط عليه سزوة /بكرج القهوة، اللي مشربش قهوة عالفحم أو الحطب مشربش قهوة!”
(القهـــوة في ليبيـا كانت تركيــة وهكذا يقال لها القهوة التركية) بطريقة تجهيز وتحميص وطبخ على الطريقة التركية، إذا الطريقة التي نمارسها اليوم في إعداد القهوة هي تركية.. لكن ذلك لا يعني أن البن تركي المنشأ، لأن تركيا بلد لا تُزرع فيه القهوة ذات المناخ الاستوائي أساسا، فالقهوة البرازيلية والكولومبية والإثيوبية وغيرهم هي كلمات تدل على بلد زراعة للقهوة،، كما نقول مثلا شاي سيلاني.
(دخل هذا الشراب اللطيف والرائق– أعني القهوة) بلادنا في العصر الحديث القرن 18م، شأنها شأن الشاهي، أي العصر العثماني وكانت شراب رجال السراي وبعض الموظفين مع الضيوف، كما لاحظ الرحالة والمؤرخون والمدونون ..
(جميع مصادر العصر الحديث):- الآنسة توللي ودوماثيسيو وبانزه وغيرهم يتحدثون فقط عن قهوة تركية لأنها كانت تأتي محمصة على الطريقة الحالية من تركيا.. أما تسمية القهوة العربية فهي دخلت في عصر التعريب والتضاد والاستعمار.. ثنائية بدلة إفرنجية بدلة عربية، حوش عربي حوش إفرنجي، صالون عربي صالون إفرنجي، قط عربي قط فارسي، إلخ رغم أن كل شيء بما فيه المنازل والألبسة والطيور والدجاج والقهوة: متوسطي بلقاني أو بربري/أمازيغي، لا عربي.
(هذه هي الحقيقة) أما (القهوة العربية الحقيقية) فهي خضراء اللون كالتي يشربها أهل الإمارات والسعودية في قحف صغير شبيه بالفنجان.. وبالتالي إذا ذهبت إلى لبنان أو سوريا أو غيرها وطلبت قهوة عربية لن تأتيك سوى قهوة الخليج الكالحة والمختلفة اللون، “ماعندهم إلك غير هيك جواب“.. أما القهوة العادية فسيقولون لك حدد طلبك سيدي: “شو بدك بالضبط؟” قهوة تركية أم برازيلية أم كولومبية؟!
“زمان، أيام الميزيريا، الشاهي كان غالي جدا،، ويصكروا عليه الرجالة بالقفل والمفتاح.. والرجالة هم اللي ايطيبوا الشاهي ويقسموا اللحم على القصاعي وقت الغدي.. اختصاص النساوين كان محصور في تعصيد البازين فقط”.. حقائق يرويها كبار السن ممن عاصروا العهد الذكوري.
(فكلاهما أي الشاي والقهوة) كان شراباً رجالياً خاصا؛ تُمنع النساء والأطفال من احتسائه، لقلته وجودته بل يحدث أن الرجال كانوا يدفعون ثمنه مقابل هدرزة فيها شاهي،، كانوا يقولو بايك والا هدراز؟! يعني “بتهدرز بس؟ اتفضل .. لكن تبي تشرب شاهي ادفع بايك؟”
مجموعة صور للمقاهي الليبية بطرابلس وجنزور وبنغازي،
)بمناسبـــــة اليــــــوم العالمــــــــــــي للقهــــــــــــــــوة)
29 سبتمبر