الرئيسيةالراي

رأي- المياه الجوفية تأتينا أو نأتيها

* كتب/ محمود ابو زنداح asd 841984@gmail.com

لن أقف عند شلال الدموع ولا غضب السيول ولا وادي المآسي، إننا أمام حالة كانت تصرخ منذ سنوات طويلة، إنها قادمة بقوة لأجل جرف الفاسدين وإعلان حالة الرفض، ولأجل النهوض، فالميت صرخ اضرب قبل أن أموت……. اضرب عايز أتوب!

لن تنتظر الطبيعة أربعين سنة أخرى حتى تنهض الحكومة من حالة الموت السريري، وترمم نفسها قبل أن ترمم الجدران، انفجار الطبيعة شيء مؤكد ولا أحد يتكهن تبعاته إن كان داخل حدود الوطن أو خارجه، ولكن الاستعداد له هو ما كان يجب العمل عليه، إصرار المسؤول الليبي على عدم الاستماع إلى الباحثين والمراكز والجامعات المختصة هي عادة اعتاد عليها، فهو الرائد والمفكر والعالم الأوحد، التقارير المختصة قد أوضحت كارثة المياه الجوفية بزليتن، او عدة مدن أخرى قبل أن تقع، وهذا ما جعل الكارثة أكبر وأعمق، آثار الدمار كبيرة بعد هدوء العاصفة، هو الحلم القاتم القادم لا محالة، الطفل سوف يسأل أين امي أين أبي؟ أين عائلتي……..طفل صغير آخر يصرخ هل الله هو من فعل بنا هذا؟!
للأسف لن تجد من يقول له إنها الحكومة، إننا نحن الشعب من سكت على سرقة الملايين؟ المسؤول يأتي لأجل ميزانية تصرف له فقط، يمكن أن تكون في شكل مشاريع، ولكن في حقيقتها هي مشاريع وهمية لشركات خاصة ومعينة.

إذا لم تصرخ أو تبكي لوحدك فلن يبكي عليك أحد، العالم يدعمك بالسلاح لأنك أردت القتال، ولكن لن يرسل برقية تعزية بتلك السرعة التي أرسل بها السلاح؛ لأنك لم تنهض على الفساد الذي يكفي فيضانات العالم.
طرق بدائية في التحرك والمساعدات، هي مجرد (فزعة) لأهل الوطن، هي الفزعة نفسها قبل ألف سنة سمة العرب الأولى، خسرنا الإنسان وقبله القيم والإخاء والروابط والعمران، والآن نخسر المعالم الأثرية المهمة، وصولا إلى هروب مدينة الصحابة من بلد حملة القرآن الكريم، دفنت قبل أشهر تحت تراب الفيضان وطين الإنسان، وأصبحت نسيا، كما دفنا محاسبة المسؤول منذ 40 سنة، منذ الكارثة الأولى.. وتبقى المياه الجوفية تأتينا أو نأتيها.

للكاتب أيضا: 

رأي- انتهى العيد بين المقهى والبرستيج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى