* كتب/ خالد الجربوعي،
تنشر من حين لآخر وعبر عديد الصفحات بل وحتى بعض القنوات التلفزية المحلية وغيرها بعض الأخبار من هنا وهناك حول إمكانية عودة الصراع المسلح إلى ليبيا وفتح الجبهات الكبيرة خاصة غرب البلاد من أجل الوصول إلى السلطة داخل العاصمة طرابلس.. خاصة من قبل قوات شرق البلاد التي يشيع البعض أنها تستعد للهجوم على غربها، وتحديدا على العاصمة طرابلس من أجل السيطرة عليها وحكم البلاد من وسطها بعد الفشل الذريع الذي حصدته تلك القوات في معركة وعدوان 2019 .
وتضع هذه الصفحات الكثير من السيناريوهات وحتى الأسماء التي يمكن أن تكون جزءا من هذا الهجوم من غرب البلاد نفسها، في محاولة يمكن القول إنها “حتى الآن على الأقل” مجرد محاولة لزعزعة الأوضاع الأمنية الهشة، ونشر مزيد القلق والاضطراب في مواطني غرب البلاد “الغير ناقصين أصلا” مما يعيشونه من أزمات معيشية يومية “مش” ناقصها إلا حرب عسكرية يمكن القول إنها وهمية حتى إشعار آخر، قد يكون بعيد المنال في المدى المنظور.
لكن لمعرفة مدى فعلية مثل هكذا هجوم ومدى إمكانية حصوله حقيقة، هناك مؤشر مهم جدا قد يوحي بمثل هكذا أمر، ويمكن يجعل من هكذا حرب أمر واقع أو لا.. ألا وهو مدى تواجد البعثات الدبلوماسية الأجنبية وعمل سفاراتها من وسط العاصمة طرابلس، إضافة إلى تواجد عديد الشركات الأجنبية التي دخلت البلاد في الفترة الأخيرة لإنجاز عدد من المشاريع، ومنها شركات دول يمكن القول إنها حليفة لمن يفترض أنه سيقوم بهذا الهجوم الوهمي.. الأمر الذي يمكن القول إنه لا يمكن أن يكون مؤشرا لأي حرب أو هجوم على العاصمة حتى الآن على الأقل، وإلى حد بعيد إلى ما لا نهاية في مدى ليس بالقصير.. لكن فيما لو حدث العكس وشاهدنا أو سمعنا أن عديد الدول خاصة الهامة منها والتي لها دور كبير في الأزمة الليبية، تقوم بالعمل على تقليص العاملين بسفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية وإجلاء العاملين بشركاتها العاملة بطرابلس وغرب البلاد عامة، استشعارا لما يمكن أن يحدث، عندها يمكن القول إننا قد نكون مقبلين على مثل هكذا مواجهة أو حرب لا مكان لها على الواقع الآن..
لكن عندما نعيش واقعا نشاهد من خلاله عملية إعادة فتح السفارات وممارسة عملها بعد توقف من وسط العاصمة وبشكل متتال، خلال هذه الفترة من عديد الدول، ومنها من يمكن القول إنها قد تكون في صف من يفترض أنها سيقوم بالعدوان، بل توالي حضور عديد الوفود وعلى أعلى المستويات وفي كل المجالات دون توقف على العاصمة.. حتى أصبح وجودها أحد أسباب أزمات المواطن خاصة من حيث حركة الطرق والمرور.. فإن الأمر يكون غير ما يروج له، وبعيدا كل البعد عن الحقيقة والواقع -على الأقل في مدى قريب ومتوسط- وإن كان حتى أقصى حد.. لأنه لا أعتقد أن من هزم على أسوار طرابلس وعاد يجر أذيال الهزيمة التي كادت تطيح به يوما، وتخرجه من المشهد لولا ظروف معينة ساعدته على البقاء، ومنها تخاذل خصومه وتوقفهم عند حد معين.. يمكن أن يعيد الكرة ويقوم بما قد يكون سببا في إنهاء دوره ووجوده بشكل تام إن فكر في مثل هكذا فعل، وحل أثبت فشله وعقمه طيلة سنوات ماضية.. الأمر الذي يجعل من القيام بعدوان أو فتح جبهات قتال من أجل السيطرة على العاصمة أمرا مستبعدا، ولا مكان له في الأفق حتى الآن على الأقل ..
طبعا الحديث هنا عن مواجهة وحرب كبرى بين أطراف الصراع السياسي من حكم كامل البلاد إن بقت موحدة أصلا، وليس عن خروقات أمنية ومواجهات محدودة ومحددة تحصل هنا أو هناك داخل العاصمة أو إحدى المدن الأخرى، فقد اصبحت جزءا من حياتنا اليومية تقريبا بكل أسف..
إقرأ المزيد للكاتب: