* كتب/ يوسف أبو راوي،
العبرج والبغدد وغيرها من المصطلحات الليبية العتيدة لم تكن لتظهر لولا وجود مصاديق لها على الأرض، وبالتالي ظهر لنا متخصصون وعلماء كبار في هذه العلوم والسلوكيات، ومن أمثلة ذلك:
– كان القائد العظيم يسجن الإخوان المسلمين في ليبيا، ولكنه أنشأ جمعية عالمية لدعمهم في الخارج، وكان يقود ويدعم حركات التحرر في العالم، ويدعو إلى إنشاء دولة كردية مثلا لأن الأكراد قومية ممزقة بين عدة دول، وهذا لا يجوز، لكن يقمع من يدعو إلى ذلك من الأمازيغ، ويريد أن يقنعهم أنهم عرب أقحاح ولكنهم نسوا ذلك !
– الليبي عند نفسه من عرق راق، وغيره أقل درجة، فهو إما أمازيغي صاحب الارض، وإما عربي جاء ناشرا للإسلام، وإما قرشي أحق بالإمامة، وإما كرغلي بدم أزرق ومن سلالة الباشوات، في المقابل ينسى الأمازيغي أنه طول عمره مستعمر من عهد الرومان واليونان إلى اليوم، وأقصى ما استطاعه أن يهرب بلغته إلى الجبال الوعرة ليحتمي بها.. وينسى العربي أنه جاء على ناقة ليؤدب الخارجين على الخليفة الفاطمي الإسماعيلي، بعد أن هزم القرامطة وجاء بهم إلى مصر، وينسى القرشي أنه وقومه مسؤولون عن مرض الدروشة والخرافات التي فتكت بالأمة لقرون باسم البركة والكرامات، وينسى الكرغلي أن وجوده كان بسبب امبراطورية تركية أهملت الأخذ بالأسباب عندما كانت قادرة على ذلك، وخلّفت العالم الإسلامي لقرون ثم سلمته للأوربيين.
تلك مجرد لمحات لكثير من الأوهام المتراكمة التي تكونت عبر السنين، وهي من المسكوت عنه في العلن، ولكنها تعمل بشكل نشط جدا في السر، وبطريقة ملتوية، ولم أكن لأتحدث عنها لو لم يكن لها أثر في الواقع.
الحل أن نبتعد قليلا عن التاريخ المؤسطر، الذي أرهقنا ودمرنا، ونفكر بشكل عملي في مشاكلنا الراهنة.
أعرف أنه كلام ثقيل على الأغلبية، ولكنه ضروري للأسف لنخرج من العبرج !