اخبارالرئيسيةعيون

أمطار الشتاء تفضح البنية التحتية في العاصمة طرابلس

العربي الجديد-

يشكل تهالك البنية التحتية في مختلف مناطق ومدن ليبيا وخصوصاً العاصمة طرابلس، أحد أسباب معاناة المواطنين، والتي تتزايد خلال فصل الشتاء.

أقفلت السلطات في عاصمة ليبيا طرابلس طريق الجامعة الذي يعد أحد الطرق الرئيسية، مرتين خلال أسبوعين، رغم كونه شريان حياة يصل أحياء مناطق جنوبي العاصمة بوسطها، وذلك بسبب هبوط أرضي في وسط الطريق، ما شكل أزمات مرورية كبيرة.
وتسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة، في قطع كثير من طرقات العاصمة، وعرقلة انسياب المرور فيها، ففي مطلع الشهر الجاري، ابتلع هبوط أرضي مفاجئ في طريق الجامعة سيارة أحد المواطنين، ولم يصب سائقها بأي أذى، حسب بيان لمديرية أمن طرابلس، والتي أعلنت قفل الطريق للبدء في إجراءات صيانته، قبل إعادة فتحه أمام السيارات والمارة.
بعد أسبوع واحد، شهد طريق الجامعة هبوطاً أرضياً آخر تسبب في حفرة أكبر، ما حدا بمديرية الأمن إلى قفله مرة ثانية، والقيام بعملية صيانة عاجلة، مع فتح مسارات أخرى بديلة.
يقول أكرم القلهود، من حي عين زاره جنوبي طرابلس في ليبيا،  لـ”العربي الجديد”: “عمليات الصيانة المؤقتة للمشكلات المتكررة لا يمكن أن تنهي الأزمة، فالأمطار تجرف التربة أسفل الطريق، والتي كانت حفراً في السابق، ولم يتم التعامل معها أو سد فجواتها بشكل جيد، ما يجعل الهبوط الأرضي يتكرر”.
كان القلهود يقطع المسافة من مقر عمله بوسط عاصمة ليبيا إلى بيته في عين زاره، خلال فترة لا تزيد عن ساعة، لكنه يصل الآن إلى بيته خلال أكثر من ساعتين بسبب المسارات المتعرجة التي فتحتها مديرية أمن العاصمة كبدائل مؤقتة إلى حين صيانة طريق الجامعة.
وطريق الجامعة ليس الوحيد الذي يتكرر فيه الهبوط الأرضي خلال فصل الشتاء، فقد تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لتشققات في الطريق الرئيسي بمنطقة غوط الشعال غربي طرابلس، وحذر كثيرون السائقين من خطورة القيادة فيه.

ويلفت القلهود إلى أن الأجهزة المعنية بصيانة الطرق يمكنها استثمار فترة الصيف، أو الفترة التي تلي الانتهاء من صيانة طريق الجامعة في تجهيز الطرق والمسارات الجانبية تحسباً لأية احتمالات، لكنها لا تفعل شيئاً، وتبقيها على حالها من التهالك والضيق، رغم ما يحدثه ذلك من اختناق”.
ونقلت منصة “حكومتنا”، صوراً لزيارة رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، إلى المنطقة للاطلاع على المنطقة المتضررة من جراء الهبوط الأرضي، والحفرة التي نتجت عنه. وخلال الزيارة، حث الدبيبة الأجهزة المعنية بالطرق على دراسة أسباب الهبوط، والعمل على معالجتها بشكل عاجل، وطالب بضرورة إقفال الأجزاء التي تعاني من المشاكل الفنية نفسها في هذا الطريق، والعمل على تلافي أسباب الهبوط الأرضي.

بدوره، أرجع جهاز تنفيذ مشروعات الإسكان والمرافق (حكومي) الهبوط الأرضي المفاجئ الذي حدث بطريق الجامعة إلى “انفجار خط مياه قديم متهالك جرى تنفيذه في عام 1978″، مشيراً إلى أن الجزء المنهار من الطريق ضمن مشاريع الجهاز التي تهدف إلى استبدال خط المياه بالكامل.
ويقول المهندس السابق في مكتب المتابعة ببلدية عين زاره، مصطفى الطويبي، لـ”العربي الجديد”، إن هناك جهود جيدة للأجهزة المعنية بالطرق والمواصلات، مؤكداً أنها “تعمل بكل طاقاتها، ولديها كوادر مؤهلة، لكن الإشكال ليس في العمل، وإنما في التخطيط”. ويلفت إلى أن “الجهاز صرح بأن سبب الهبوط هو خط مياه قديم جداً مر عليه أكثر من أربعين عاماً، ولم يتم استبداله. المشكلة إذاً متراكمة، والخطط الحالية التي تهدف إلى استبدال خط المياه لن تؤتي ثمارها المطلوبة لأن الإشكال يتجاوز خط المياه إلى كامل البنية التحتية المتردية في المدينة، والتي يجب أن يعاد تحديثها ومواصلة صيانتها وفق تصورات وخطط علمية”.

ويشير الطويبي إلى وقائع انهيار طرق في عاصمة ليبيا جرى تجديدها قبل أقل من عامين بسبب تهالك البنية التحتية الخاصة بالصرف الصحي وخطوط نقل المياه، موضحاً أن “تلك الخطوط تحولت إلى خطوط لنقل المياه من الأحياء المرتفعة نسبياً إلى الأحياء المنخفضة، ما حول طرقاتها إلى بحيرات، مما يتسبب في قطع الطرق لأيام”.
ويتهم مبارك الخيتوني، من حي الفرناج المجاور للطريق الجامعي، السلطات بـ”إهمال البنية التحتية”، ويؤكد أنهم “منشغلون في الصراع على الحكم”، ويقول لـ”العربي الجديد”: “قبل أشهر فقط، راح آلاف الأشخاص ضحية الإهمال في درنة والتي تقع على ساحل البحر المتوسط في شمال شرق ليبيا، بعد انهيار سد الوادي، وما يعيشه سكان العاصمة من اختناقات تعترف بها الحكومة عندما تعلن إيقاف الدراسة، وهي تعلل قرارها بالأمطار، لكن السبب الحقيقي أن البنية التحتية لا تستطيع مواجهة تبدل الأحوال الجوية، وتتحول الطرقات مع هطول الأمطار إلى برك مياه. لا تحقيقات في الإهمال الحكومي، ولم يحاسب من تسبب في موت الآلاف في درنة، رغم وضوح أن إهمال صيانة البنية التحتية هو السبب المباشر في موتهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى