وال-
أكد ولي عهد ليبيا السابق “محمد الحسن الرضا السنوسي” إن استشراء الفساد والحالة المتردية للبنى التحتية في ليبيا فاقم من الكارثة التي شهدتها مدينة درنة ومدن الجبل الأخضر نتيجة الفيضانات والسيول التي صاحبت إعصار (دانيال) وضربت المنطقة في سبتمبر الماضي.
وقال “السنوسي” في بيان تلقت وكالة الأنباء الليبية نسخة منه الأحد (17 ديسمبر 2023م) أن طواقم المساعدة والإنقاذ والطوارئ الليبية، على الرغم من البطولة والشجاعة التي أبدتها إلا أنها بسبب الفساد والانهيار الكامل في شتى هياكل الدولة ومؤسساتها الخدمية، وجدت نفسها، وعلى الرغم من حماسها واخلاصها، عالقة في دائرة الفوضى والارتباك.
وأضاف قائلا: “إن هذا الفساد والانهيار في نواحي إدارة المؤسسات، والذي حذرنا منه منذ سنوات، يدرك أبعاده أفراد الشعب الليبي”، لافتا إلى أن الليبيين، وعلى الرغم من حالة الحزن والاحباط التي أصابتهم بشكل حاد، إلا أنهم أشاروا بأصابع الاتهام، وبشكل مناسب، إلى الفساد وعملائه من يتحكمون بأرزاق ومصائر الليبيين، كمتهم رئيسي ساهم في تجاوز الكارثة الطبيعية حدودها وسقوط الآلاف من الضحايا والشهداء.
وتابع، في هذا الصدد أنه يتفهم جيدا مطالبة العديد من الليبيين بفتح تحقيق دولي وإشراف دولي مستقل وبشراكة ليبية في إدارة جهود إنقاذ وإعادة إعمار مدينة درنة.
وقال السنوسي: “إن هذه المطالبات التي تأتي من رحم معاناة طويلة عاشها الليبيون، يذكيها ما يحدث في مدينة درنة من استغلال ومتاجرة ومزايدات يشعر معها الجميع بضرورة أن نسعى بكل ما لدينا لحماية هذه المدينة وباقي المدن والقرى المتضررة في الجبل الأخضر، من التوظيف والاستغلال الذي يمارسه من سيطروا على المشهد في ليبيا لسنوات”.
ورأى أن الحل الأمثل في ليبيا لن يكون في تشكيل لجنة إشراف دولية لإعمار وإنعاش هذه المدينة أو تلك، لأن كل مدينة في ليبيا هي مشروع كارثة تنتظر الحدوث، وكل مناطق ليبيا يمكن أن تصبح مناطق منكوبة في أي لحظة من اللحظات بسبب انهيار المؤسسات وغياب الإدارة الحكيمة وتلاشي مظاهر الدولة بشكل عام، وإنما الانقاذ الذي تحتاجه ليبيا اليوم، بحسب قوله، هو عودة الدولة ومؤسساتها الشرعية والدستورية والقانونية المتمثل في المملكة الليبية.
وأكد السنوسي على أن هذه المؤسسات ستحتاج إلى كل الدعم الدولي الممكن، وستستطيع بالتالي أن تعيد بناء ليبيا بالشكل الملائم وتعيد إلى حكوماتها الشفافية والنزاهة المطلوبة منها، وأن تقدم إلى القضاء كل من يتهاون أو يتلاعب بمقدرات الليبيين ومصائرهم.
وأشار في ختام بيانه إلى أنه شدد، منذ الأيام الأولى التي تلت الكارثة التي ألمت بمدن المنطقة الشرقية وخصوصاً مدينة درنة، حرصه على إبقاء تركيزه منصباً على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح وتكريم من قضى من الشهداء ودفنهم بالشكل اللائق.