* كتب/ هشام الشلوي،
المدافعون عن الحكومة انتهجوا طريقة في الهجوم وليس الدفاع، إلا أنها تحتاج إلى معجزة حتى يصدقها الناس، إذ إنهم يلغون في وحل حجج يائسة لا تقل يأسا عن اللائي انقطع عنهن المحيض.
من ذلك مثلا تحميل المنقوش تبعات الأزمة من مجراها وحتى مرساها، متناسين المبدأ المعروف والقائل بمسؤولية المتبوع عن أعمال التابع، ورئيس الحكومة هنا هو المتبوع ووزيرة الخارجية هي التابع، كما أن قواعد المنطق السليم والعقل الراجح تقول: إنه لا يمكن لوزيرة الخارجية أن تأتي عملا كهذا دون إذن مسبق وتنسيق دامغ مع رئيسها، إلا إذا تخلينا عن قواعد المنطق وحجج العقل، وكثير ما نفعل.
ومن ألاعيب وحيل ذلك الصنف، استخدام طريقة المقارنات لتخفيف الوطء، كمقارنة تدبير الحكومة لقاء وزيرة الخارجية مع نظيرها الإسرائيلي بلقاء أنصار نظام القذافي السابق، أو ما نشر عن زيارة أحد أبناء حفتر لإسرائيل، وكأن هؤلاء يتغنون بمنطق قول الشاعر:
أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَوحُ … حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ
وكأنهم يقولون: لم تنكرون من الحكومة ذلك، وقد سبقنا إليه آخرون؟ ولا يدرون أن الناس يرفضون أي محاولة للتطبيع مهما كانت صفة صاحبها وموقعه في الزمان والمكان.
ثم إذا استيأس هؤلاء وأفرغوا كل ما في بطونهم وليس عقولهم من حجج، قعدوا على قارعة الطريق ينتظرون الوقت بأيامه وساعاته ودقائقه أن ينقذهم بترند من هنا أو منحة من هناك، ولو استمسكوا بحيل الزمان، لكفتهم.