* كتب/ هشام الشلوي،
في منطقة الشرق الأوسط برمتها لا تُعرف الانتخابات بمعنى الانتقال السلمي للسلطة؛ إلا في تركيا وإسرائيل. وتلك مفارقة.
إيران رغم أنها القوة الثالثة الأكثر تأثيرا في الشرق الأوسط بجوار تركيا وإسرائيل، إلا أن اللعبة فيها محكومة بمحددات وإسقاطات ترفع عنها صفة الديمقراطية المعروفة.
منطقة الخليج والشرق العربي وشمال إفريقيا محكومة إما بالعائلة والوراثة استنادا لمبررات بعضها ديني وبعضها تاريخي محض، وإما بميراث الانقلاب العسكري الذي لم تستطع أن تتخلص منه تلك الدول منذ بدايات القرن العشرين.
لذا يمكن فهم حالة الفرح لدى أنصار أردوغان في منطقتنا العربية، المحرومة والمتعطشة لنظام ديمقراطي يؤتي أُكله اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وعسكريا.
وهي حالة مفهومة أيضا لدى أولئك الذين تعرضوا لظلم شديد وعسف من أنظمتهم السياسية أو الذين فروا من احتراب بلدانهم الداخلي وفوضاها، ووجدوا في تركيا مستقرا وملاذا.
البُعد الإسلامي في الخطاب الأردوغاني واسترجاعه لتجربة الخلافة العثمانية على مستوى الوعي التركي، جذب إليه أنصارا ومؤيدين فوق قوميين وفوق قطريين -رغم الميراث والتجربة العثمانية بالغة السوء في المنطقة العربية- وتلك مسألة لا نراها عند أنصار الإسلام السياسي لوحدهم؛ بل عند أناس على مواقع التواصل الاجتماعي لا يُعرف عنهم نشاط سياسي ضمن التيار الإسلامي.
لا يمكن إنكار أن الثقافة إحدى محفزات الغرب في عدائه لأردوغان، وقد طفحت الصحافة الغربية بذلك في فترة ما قبل الجولة الأولى، كما لا يمكن تغافل المصالح الغربية الأساسية التي باتت تركيا الأردوغانية تزاحمها في أكثر من موقع في البر والبحر، مستغلا تراجع الاتحاد الأوروبي بسبب من ضعفه، وانشغال الولايات المتحدة بقضايا استراتيجية كبرى بالنسبة لها؛ كالصين وروسيا.