الناس-
اشتكى الشيخ “علي حمودة” رئيس هيئة الحج والعمرة في ليبيا من ثقل المسؤولية، مظهرا رغبته في تركها.
وقال في منشور له على حسابه على فيس بوك الجمعة (28 ابريل 2023م)، إنه قد يخسر بسبب هذا المنصب أقرب الناس إليه، داعيا كل من يعرفه إلى عدم الإحراج في طلب ما ليس من حقه، موضحا الكثير في المصاعب في نص المقال الذي وسمه بعنوان “بيان وشكوى”، وهذا نصه:
((بيان وشكوى..
لعل من أشدّ المهامّ مسؤولية وحرجاً وعنتا في ليبيا هي إدارة الحجّ! ومن يبتلى بها فهو هدف مستهدف، ومهما حاول أن يكون فلن ينال الرضا، وقد يخسر أقرب الناس إليه، وسيعاديه من كان يواليه. وما قبلتها إلا بعد تردد وإلحاح فقد كنت في راحة وعمل لا أرى أفضل منه وهو أن تكون معلما وباحثا في مؤسسة علمية وإني لأرجو الله أن يعفيني من هذه المسؤولية في أقرب وقت ومن أحبني فليقل آمين .
الهيئة العامة لشؤون الحج والعمرة أنشئت العام الماضي بقرار من السيد رئيس الحكومة قبيل موسم الحج وقد ورثت قرعتي حج: الأولى قرعة 2020 التي حالت الكورونا بين حجاجها والبيت الحرام ولا أدري ما السرّ وراء إجراء قرعة لسنة 2021 قبل حلولها؟! وأصبحنا ملزمين شرعا وعرفا وقانونا بها.
الحجّ كما يعلم الجميع حصة محددة لكل دولة، والاختيار يتم بناء على قرعة يتم إجراؤها مع كل موسم، ثم البعثة المكونة من لجانها التي تبلغ 15 لجنة كل واحدة بعددها المناسب لخدماتها ومواصفات أعضائها ثم تكون نسبة محددة للمجاملة يعرفها من مارسوا هذا العمل.
العام الماضي أعلنت وزارة الحج في المملكة عن استئناف الحج بعد إيقافه مدة عامبن وكان الإعلان عنه في آخر رمضان بنسبة محددة هي 42% لا تتجاوز أعمارهم ال64 عاما.
وبقيت بقية قرعة ال2020 لتكون هذا العام إن شاء الله تعالى بكاملها مع استكمال الحصة من قرعة 2021 لتبقى بقيتها هي الأخرى لتنتظر عاما آخر.
وأصبحت أعالج وأقابل ما لا يحصى ولا يوصف من :
رغبات وطلبات؛ رغبات في الحج وطلبات مشفوعة بشتى وسائل الضغط والوساطة والمناورة للعمل في الحج ولجان الحج.
المسؤولون والجهات والمسميات بكافة أنواعها كل منها يطلب حصة ورقما! لو جمعت لفاق عددها قرعة الحجاج! وإن اعتذرت أو قلت ننظر حسب الإمكان، فخذ ما يرد من الردود أقلها: حرام عليك يا رجل؟ كيف تمنع إنسانا يريد الحج؟ ثم يليه موقف منك واحتجاج؟ لا أملك معه إلا حسبي الله ونعم الوكيل.
هناك من اعتادوا لسنين عديدة أن يكونوا دائما في لجان الحج وبعض هؤلاء لا يرضيه ولا يستوعب أن تقول له: دع الهيئة تقرر وتختار حسب مواصفات وقدرات تلبي تطور الزمن، بل يتحرك في رغبة محمومة يصحبها الإغراء أو الوعيد وكأنها معركة لا عبادة مبنية على النية والقصد فإن صدقت وصلحت يبلغ بها المرء غايته وهو في مكانه وإلا كانت وبالا على صاحبها.
دع عنك أمورا أخرى لا يتسع المجال لذكرها وينبيك عنها ما بين الأسطر أو يدور بخاطرك الآن أيها القارئ.
فرجاءً لا يحرجني أحد، ولا يتصل بي أحد، ولا يلحّ عليّ أحد في طلب، وليتقدم كل بطلبه حسب التسلسل الإداري وليعذر إذا لم يتيسر الأمر)).
يشار إلى أن “حمودة” كلف بالمهمة اعتبارا من 2021م، وقد شغل سابقا وزير الأوقاف بحكومة زيدان 2013م.