العربي الجديد-
أعلنت جمعية الهلال الأحمر الليبي، الإثنين، انتشال جثث 11 مهاجراً قبالة ساحل مدينة صبراتة، غربي ليبيا، ليرتفع عدد الجثث التي انتُشلت في الأيام الخمسة الماضية إلى 34، عقب غرق أحد قوارب الموت الذي كان يقلّ عشرات المهاجرين غير النظاميين في البحر الأبيض المتوسط.
وأرفقت الجمعية بيانها الأخير في هذا الخصوص بصور تُظهر فرقها وهي تنقل جثثاً من أحد المواقع المطلة على ساحل صبراتة، كما أظهرت الصور عدداً من الجثث وُضعت في أكياس سوداء مخصّصة لنقل الموتى.
وتستمرّ عملية انتشال الجثث بعد غرق القارب على بعد 60 ميلاً بحرياً قبالة ساحل مدينة صبراتة، بحسب ما أفاد مصدر أمني وكالة “فرانس برس”. وأوضح المصدر أنّ “قارباً مطاطياً كان يقلّ عشرات المهاجرين انقلب في عرض البحر قبالة ساحل صبراتة يوم الأربعاء (19 ابريل 2023م)، مشيراً إلى أنّ عدد الجثث مرشّح للارتفاع.
وعن مصير بقية المهاجرين الذين كانوا على متنه، أجاب المصدر نفسه أنّه “في مثل هذه الحوادث لا فرص نجاة أمامهم، خصوصاً أنّ القارب المنكوب في عرض البحر لم يتلقَّ بلاغاً بتنفيذ عمليات إغاثة بشأنه ساعة غرقه”.
في هذا الإطار، أفادت منظمة “ألارم فون” غير الحكومية، وهي ائتلاف لمتطوّعين يديرون خطاً هاتفياً ساخناً للمهاجرين الذين يواجهون صعوبات، يوم الأربعاء الماضي، بأنّها تلقّت مكالمة استغاثة من مهاجرين على متن قارب مطاطي كان يغرق قبالة سواحل ليبيا وعلى متنه 100 راكب. وأكّدت المنظمة أنّها حاولت الاتصال بـ”ما يسمّى خفر السواحل الليبيين” إنّما من دون جدوى.
وتُعَدّ سواحل ليبيا من أكثر المناطق التي تشهد حوادث غرق قوارب مهاجرين في البحر الأبيض المتوسط. وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فإنّ 441 مهاجراً لقوا حتفهم في البحر الأبيض المتوسط في الربع الأول من عام 2023 الجاري، وذلك في حصيلة هي الأكبر منذ عام 2017. وتشرح المنظمة أنّ “منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط ما زالت أكثر معابر الهجرة البحرية فتكاً في العالم، إذ تشهد سنوياً أكبر عدد من الوفيات”.
وتستغلّ شبكات الاتّجار بالبشر ليبيا نظراً إلى الانفلات الأمني والانقسام فيها، وتعدّها نقطة انطلاق رئيسية لمن يسعون إلى الوصول إلى أوروبا بسبب قربها من إيطاليا وحدودها التي يسهل اختراقها. ويُعاد المهاجرون قاصدو أوروبا الذين تعترضهم البحرية الليبية في المياه الدولية إلى السواحل الليبية، فيُحتجزون في مراكز إيواء تندّد بأوضاعها منظمات غير حكومية والأمم المتحدة، إذ تُعَدّ ليبيا “ميناء غير آمن” لإعادة المهاجرين إليها.