الحرة-
عمّت الفرحة جميع البلدان العربية، مساء السبت، بعد تأهل المنتخب المغربي التاريخي لنصف نهائي كأس العالم، حيث خرج مواطنون من جميع البلدان إلى الشوارع للاحتفال ببلوغ أول منتخب عربي لهذا الدور المتقدم من المونديال.
ومن بغداد إلى غزة وتونس والجزائر وصولا إلى تركيا، وحدت الانتصارات المغربية المتتالية المؤيدين الذين يشجعون بصوت واحد “الأسود”.
وخرج جموع المناصرين لسوق واقف بالدوحة، حيث تعالت الزغاريد والأهازيج فرحةً بتأهل أسود الأطلس، وحمل الشباب الراية المغربية وغنوا ورقصوا على إيقاعات مراكشية.
وفي باب العامود في القدس، هتف شبان بحياة المغرب ورددوا “زيم زيم زيم.. المغرب يا زعيم”.. بالإضافة إلى “بنحبه..بنحبه.. بيموت لي ما بيحبو” رافعين الراية المغربية.
كما خرجت الجالية العربية في عدة عواصم أوروبية ورفرفت رايات عدة دول إلى جانب الراية المغربية.
وفي فرنسا شارك جزائريون فرحة جيرانهم بالتأهل التاريخي، ورفع شباب البلدين أعلام الجزائر والمغرب.
وخرج الليبيون إلى الشوارع مع إعلان صافرة نهاية المباراة، رافعين أعلام المغرب، بينما أطلق الشباب العنان للفرحة وأشعلوا الألعاب النارية التي غطت السماء.
نفس المشاهد يمكن ملاحظتها في العاصمة السعودية الرياض، حيث خرج الشباب إلى الشوارع لإظهار فرحتهم لتأهل رفقاء حكيم زياش.
وكان للإيقاع المغربي المراكشي مكانته في احتفالات السعوديين، التي حضرتها عائلات وشباب رقصوا لأنغام الانتصار.
وخرج اللبنانيون كذلك، إلى الشوارع ونظم شباب قافلة من السيارات مرفوقة بأهازيج وشعارات بحياة المغرب..
ووسط الصخب يمكن سماع سيدة تردد “فيفا ماروك” (تحيا المغرب)
وردد شباب عراقيون من الأعظمية أغاني للمنتخب المغربي، وأبدوا فرحة كبيرة بمجرد إعلان الحكم نهاية اللقاء.
فرحة التأهل بلغ صداها أروقة البرلمان التركي، حيث تشارك إعلاميون مقاطع فيديو قالو إنها لنواب من البرلمان التركي عبروا عن فرحتهم لتأهل أبناء المدرب وليد الركراكري.
ولم يسبق أن نجح أي منتخب أفريقي أو عربي في تجاوز ربع النهائي.
فقد فشلت منتخبات الكاميرون عام 1990 والسنغال عام 2002 وغانا عام 2010 في الوصول إلى المربع الذهبي لأرقى بطولات كرة القدم.
حول العالم.. “ديما مغرب“
“حان وقت أفريقيا”! قالتها شاكيرا منذ 12 عامًا في الأغنية الرسمية لمونديال 2010 في جنوب إفريقيا “واكا واكا”. ها هي ترددها مجدداً، السبت، بعدما بات المغرب أول منتخب من القارة السمراء يبلغ نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم، في حين بدأ العرب “بالحلم الآن بأن يرفع منتخب عربي” الكأس الغالية.
من كل رقعة في الكرة الأرضية، انهالت الإشادات على “أسود الاطلس” في مواقع التواصل الاجتماعي بعد فوزهم المدوي على البرتغال 1-0 في ربع نهائي مونديال قطر 2022 بهدف يوسف النصيري، ليضيفوا منتخباً كبيراً جديداً إلى قائمة ضحاياهم بعدما أطاحوا إسبانيا بطلة 2010 بركلات الترجيح في ثمن النهائي.
لم تتردد المغنية الكولومبية اللبنانية الأصل شاكيرا في التعبير عن فرحتها، فغردت سريعا “حان وقت أفريقيا” وهي جملة من أغنيتها التي رددها كل شخص في المعمورة منذ صدورها عام 2010 ووصل عدد مشاهديها على “يوتيوب” إلى أكثر من ثلاثة مليارات شخص.
لاقت التغريدة تفاعلاً هائلاً ووصل عدد الإعجابات إلى قرابة نصف مليون في غضون ساعتين.
بعد مونديال مليء بالمفاجآت شهد على انتصارات تاريخية لمنتخبات متواضعة أو غير مرشحة ضد أبطال سابقين وأخرى عريقة، قال أسطورة كرة القدم المصرية محمد أبو تريكة: “بدأنا نحلم الآن بأن يرفع منتخب عربي كأس العالم”، خصوصاً إذا ما صادفت أول مونديال في الشرق الاوسط وبلد عربي.
إنجاز المغرب دفع بالصحفي والمقدم التلفزيوني البريطاني الشهير، بيرس مورغان، إلى التغريد باللغة العربية: “هذا المونديال أحسن مونديال في التاريخ مونديال قطر2022 !!!!”
وغرد وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، قائلا: “أفريقيا تصنع التاريخ وتحتل الصدارة داخل الميدان وخارجه”.
وأضاف “في عشية قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا، أهنئ أسود الأطلس على فوزهم اليوم، لقد أصبحوا أول فريق أفريقي وعربي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم”، مضيفا هاشتاق “ديما المغرب.
“وصلنا يا أمي“
وكما في كل مباراة، توجه أشرف حكيمي إلى والدته للاحتفال معها في المدرجات وتقبيلها، في مشاهد باتت تنتشر على مواقع التواصل بعد كل فوز للمغرب.
لم يختلف الأمر هذه المرة، وعلّقت شبكة “بي بي سي” البريطانية على اللقطة قائلة “وصلنا إلى نصف نهائي كأس العالم يا أمي. شاهدَ أشرف حكيمي والدته بين المشجعين مجددًا. يعاني للوصول إليها لكنه ينجح في النهاية ويتبادلان القبل. يا لها من مشاهد”.
كما احتفل لاعب الوسط سفيان بوفال على أرض الملعب رقصا مع والدته في مشهد جميل.
صورة علّق عليها “سلطان الطرب” الفنان السوري جورج وسّوف في تغريدة كتب فيها “المغرب يكتب التاريخ مبرووووك. عندما يقّبل اللاعبون والداتهم قبل الاحتفال بالفوز، فاعرف أن طريق هذا الفريق هو النجاح بدعاء كل العرب”.
“القارة بأكملها خلفكم“
أما النجم البرازيلي كاكا المتوج بمونديال 2022، فقال لقناة بي إن سبورتس: “إنجاز تاريخي، ليس بالإنجاز العادي. أنت بين أفضل أربعة منتخبات في العالم. لمَ لا الحلم بالكأس؟ تهانينا لهذا المنتخب المنظم والمنضبط، ركّز كثيرا وحارب في الاتجاه الصحيح. الحارس بونو مميز، أوناحي اللاعب رقم 8 يا له من لاعب!”.
وكانت كل من منتخبات الكاميرون (1990) والسنغال (2002) وغانا (2010) توقف مشوارها عند ربع النهائي، لتحقق المغرب ما عجزت عنه نظيراتها الأفريقية.
غرّد صامويل إيتو، رئيس الاتحاد الكاميروني والمهاجم الدولي السابق “هذا مذهل. المغرب أول منتخب أفريقي إلى نصف النهائي. القارة بأكملها خلفكم”.
أما الإنكليزي غاري لينيكر، هداف مونديال 1986 فقال: “واو، يا له من فوز مذهل للمغرب. جريء، متّقد، منظّم، هادئ ومستحق….كرة القدم رائعة. إنها الأفضل”.
كما كتب حساب نادي تشلسي الإنكليزي بالعربية محتفياً بلاعبه حكيم زياش، وقال: “علاش نخاف وعنا زياش؟”.
كما بدا نوّاب في البرلمان التركي يحتفلون بالفوز ويشاهدون المباراة ويقولون: “فاس…فاس” أي “المغرب” بالتركية.
وبارك بدوره المهاجم العاجي السابق ديدييه دروغبا للمغربيين على تويتر قائلا: “لقد فعلوها، برافو المغرب لهذا الإنجاز. تحيا إفريقيا. أخي وليد الركراكي أنا سعيدٌ جدا لأجلك”.
أما مالك تويتر آيلون ماسك الذي يتابعه أكثر من 120 مليون شخصًا، فقد نالت تغريدته “مبروك للمغرب” أكثر من 100 ألف إعادة تغريد في أقل من ساعة.
وبدا المهدي بنعطية مدافع المغرب السابق الذي احترف في العديد من الاندية الاوروبية مثل بايرن ميونيخ الألماني ويوفنتوس الإيطالي، متأثرا في حديث لقناة بي إن سبورتس “أنا أخ كبير. كنت محظوظا لمقابلتهم عندما كانوا صغار السن ورافقتهم حتى وصلوا إلى هنا. أنا في الملعب ولا أصدّق. أشعر أن شخصا ما سيوقظني. هذا أمر لا يُصدّق، لدي القشعريرة، نحن في نصف نهائي كأس العالم”.
ومن أبرز لقطات المباراة كانت تقبيل المدافع المغربي جواد الياميق رأس البرتغالي بيبي عندما أهدر الاخير رأسية خطيرة في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع كادت تكون كفيلة بجر المواجهة إلى شوطين إضافيين.
انتشرت هذه اللقطة بشكل هائل على مواقع التواصل، وعلّق عليها الممثل المصري الكوميدي محمد هنيدي بالقول “كلنا بنبوس دماغك”.