عربي 21-
أثارت تصريحات مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، بخصوص دعمها لشرعية حكومة الدبيبة بخلاف الموقف المصري، تساؤلات حول دلالة الخطوة، وما إذا كانت الحكومة الليبية تستغلها ضد القاهرة.
وأكدت ليف، خلال زيارته الأخيرة للعاصمة المصرية القاهرة، أن “الموقف الأمريكي مختلف عن الموقف المصري إزاء مسألة مدة وشرعية حكومة الوحدة برئاسة الدبيبة، لكن واشنطن لا تنظر إلى حكومة الأخير على أنها تتمتع بشرعية غير محدودة؛ لذا عليه أن يكون جزءا نشطا من العملية التي تيسرها الأمم المتحدة.”، وفق تصريحات نقلها موقع “مدى مصر”.
تلاسن وصدام
وجاءت التصريحات وسط حالة صدام وتلاسن بين الحكومة المصرية وحكومة الدبيبة، بعدما وصف وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الحكومة في طرابلس بأنها منتهية الصلاحية، لترد الأخيرة بأن هذه الخطوات تدخل مرفوض في الشأن الليبي، وأن التلويح بانتهاء مدة الحكومة والتشكيك في شرعيتها هي دعوة للفراغ والانقسام والحرب”.
فهل يستغل الدبيبة الدعم الأمريكي الجديد في إفشال تحركات القاهرة لحصاره عربيا وإقليميا؟
“دعم سيادة ليبيا”
من جهتها، قالت عضو البرلمان الليبي، ربيعة بوراص، إن “تصريحات مساعد وزير الخارجية الأمريكية خلال زيارتها لمصر تصب في مصلحة الدولة الليبية، وتعزز سيادتها، وتضع حدا للدول التي تحاول أن تكون وصية على الدولة الليبية من خلال الحشد الدولي لأجندات معينة وغير مرغوبة عند الليبيين.
وأشارت خلال تصريحات لـ”عربي21” إلى “ضرورة دعم دعوة باربرا ليف بخصوص ترك الأجندات، التي تعزز الانقسام السياسي، والسعي في توحيد الجهود الدولية لمساعدة المبعوث الأممي الجديد والشعب الليبي في المضي قدما لعقد انتخابات تشريعية ورئاسية، وفاء لإرادة ما يقارب 3 ملايين ليبي”، وفق كلامها.
“اختيار دولي”
وقال المحلل السياسي الليبي المقيم في أمريكا، محمد بويصير، إن “هذا الموقف متسق مع السياق والاختيار الدولي، والأمم المتحدة أعلنت اعترافها بحكومة الدبيبة، وتدعوها لكل الاجتماعات، لكن الخارجية المصرية تخفق في صياغة سياسة خارجية تراعي فن الممكن”.
وأوضح في تصريحه لـ”عربي21″ أن “هناك فهما أمريكيا للملف الليبي بأن حكومة الدبيبة مهمتها إجراء الانتخابات. أما بخصوص مصر، فلن تجدي أصلا محاولتها حصار الدبيبة عربيا، كما أن واشنطن تريد أن تؤكد أنها لن تتأخر في التصدي لأي محاولة “روسية- مصرية” لإغلاق النفط أو اجتياح طرابلس باستعمال حفتر، وأمريكا أوكلت الأمر لتركيا في ذلك، والأخيرة تنسق بسهولة مع الدبيبة”، كما قال.
“خلاف قانوني”
في حين، رأى الأكاديمي المصري المتخصص في شؤون تركيا وشمال أفريقيا، خيري عمر، أن “الولايات المتحدة داعمة لاستمرار حكومة الدبيبة التي التزمت بها في مجلس الأمن في يوليو الماضي، والتصريح اتساق لهذا الموقف، والاختلاف مع القاهرة فقط في موضوع انتهاء المدة القانونية، أي أن الخلاف كله في تفسير نصوص اتفاق جنيف”.
وأكد في تصريحاته لـ”عربي21″ أن “الموقف الأمريكي المتجدد يشير إلى وجود توافق دولي بأن حكومة الدبيبة مستمرة حتى إجراء الانتخابات، لكن طبعا واشنطن تتفق مع القاهرة في أكثر من موقف في الملف الليبي، ومنها الانتخابات ودعم الاستقرار”، بحسب رأيه.
وتابع: “أما بخصوص استغلال الدبيبة للأمر في معاداة القاهرة، فلا أعتقد ذلك، كونه يسعى إلى كسب حلفاء أكثر، لكن ربما يساعده ذلك في توثيق علاقاته مع دول جوار أخرى مثل الجزائر”.