عربي 21-
أثارت التحركات والتصريحات والمبادرات التي يطلقها رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح من وقت لآخر مزيدا من الأسئلة حول أهدافه ومدى قانونية تلك القرارات وما إذا كان يريد فعلا إرباك المشهد وإفشال إجراء الانتخابات.
ومن التصريحات المربكة التي أطلقها عقيلة، قوله إنه اتفق مع رئيس مجلس الدولة، خالد المشري حول استبعاد شروط الترشح للرئاسة، وكذلك قراره الأخير بتغيير رئيس المحكمة العليا عبر جلسة افتقدت للنصاب القانوني بحسب كثير من المراقبين وأعضاء البرلمان قاطعوا الجلسة.
كما تسببت الأنباء المتواترة حول قيام عقيلة بزيارة إلى روسيا في هذا التوقيت لكسب دعمها دوليا وفتح نقاش حول فكرة تشكيل مجلس رئاسي جديد برئاسته ونيابة المشري بعض الإرباك حول خطوات وتحركات رئيس البرلمان.
فهل أصبح عقيلة صالح المتحكم الأوحد في المشهد السياسي بعد سيطرته على القضاء والقاعدة الدستورية؟
خدعة.. وحكومة ثالثة؟
وقال عضو ملتقى الحوار السياسي وعضو مجلس النواب الليبي، زياد دغيم إن “التحركات التي يقوم بها عقيلة صالح بالاتفاق مع المشري بخصوص إصدار قاعدة دستورية عامة دون قيود بخصوص شروط الترشح أو استقالة المرشح من منصبه ما هي إلا مخادعة”.
وأكد دغيم في تصريحات خاصة لـ”عربي21″ أن “هذه التحركات بخصوص قاعدة عامة وترحيل الأمور إلى قانون الانتخابات، الذي يحتاج أيضا إلى توافق بين المجلسين، ما هي إلا خدعة يقوم بها الطرفان من أجل إيهام الجميع أن هناك توافق بين المجلسين بالخصوص وهذا غير صحيح”، وفق كلامه.
وأوضح دغيم أن “الهدف الأساسي من هذه الخدعة من الرئيسين هو الذهاب إلى تشكيل حكومة ثالثة من قبل الطرفين بحجة أن التوافق تم بين المجلسين وأن هذه الحكومة هدفها إجراء الانتخابات المرتقبة في البلاد، وما هذه التصرفات إلا مخادعة كما ذكرت”.
وتابع المسؤول الليبي: “هذه الخدعة لن تنطلي على أحد وأنه لا مجال ولا وقت لوجود حكومة ثالثة، لكن الحل الآن هو الذهاب سريعا وعاجلا لإجراء انتخابات عامة في البلاد، برلمانية أكيد ورئاسية لا بأس”.
سيطرة ومجاملة روسيا
وقال عضو مجلس الدولة في ليبيا، محمد معزب إن “عقيلة صالح كعادته يحب دائما أن يكون صاحب المبادرات السلبية التي تقود إلى إرباك المشهد السياسي مثل حديثه عن توافق مع المجلس الأعلى للدولة حول استبعاد شروط الترشح للرئاسة وهو ما لم يحدث وكذلك طرحه لتشكيل رئاسي جديد يكون هو على رأسه”.
وأشار معزب في تصريح لـ”عربي21″ إلى أنه “بعد أن سلم أعضاء مجلس النواب اختصاصاتهم في يد عقيلة أصبح لا يتورع عن المقايضة بمجلس النواب مقابل تبوئه الرئاسة لأي منصب، أما زيارته لروسيا فلا أتوقع أنها ستلقى أي اهتمام من قبل موسكو وستكون زيارة مجاملة لن تفيده بشيء بل ستغيظ المعسكر الغربي الذي تقوده أميركا”.
انقسام القضاء
ومن جهتها، قالت عضو هيئة الدستور الليبي، نادية عمران إن “إرباك المشهد السياسي في ليبيا هو ديدن مجلس النواب منذ سنوات محاولا باستمرار إيجاد مبررات وتأييد مع الضخ الإعلامي الممنهج، لكنه مؤخرا أصبح التلاعب واضحا وعلى المكشوف وبتواطؤ متعمد من مجلس الدولة بعد أن أصموا آذاننا لسنوات بخلافاتهم وصراعاتهم ها هم الآن يتوافقون على الاستمرار في السلطة”.
وتابعت عمران: “عندما فُعلت الدائرة الدستورية مؤخرا تم اللجوء للدرع الأخير في مواجهة أفعالهم وهو زعزعة السلطة القضائية وقسمتها وإدخالها في مهاتراتهم السياسية لمنعها من مواجعة العبث التشريعي الذي وصل إلى مداه، مع محاولة الحصول على تأييد الدول المتنفذة في المشهد الليبي من كل الأطراف وسيبقى الوضع ذاهب للتأزم دون حسم لصالح أحد”.