العربي الجديد-
أشاد عدد من القادة الليبيين بترؤس ليبيا للدورة 158 لمجلس وزراء الخارجية العرب بجامعة الدول العربية، الثلاثاء (06 سبتمبر 2022م)، والذي تمثل بوزير الخارجية نجلاء المنقوش، وهي أوّل امرأة عربية ترأس هذا الاجتماع. فيما انقسموا حول الموقف المصري إزاء تمثيل وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية لليبيا في رئاسة الدورة، والذي عبّر عنه وزير الخارجية المصري سامح شكري بانسحابه من الاجتماع.
وأثنى رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، على رئاسة ليبيا لمجلس وزراء خارجية العرب بالجامعة العربية، لكنه أبدى استغرابه من “تصرف وزير خارجية جمهورية مصر العربية”، ووصفه بـ”المخالف للأعراف الدبلوماسية”، وفق وقوله في تغريدة على تويتر.
وبارك عضو المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، ترؤس بلاده لاجتماعات الدورة العادية لمجلس وزراء الخارجية العرب جامعة الدول العربية، مشيراً إلى أنّ وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش، تعد أول امرأة عربية تترأس دورات الجامعة.
وعبر اللافي، خلال تغريدة على حسابه، عن سعادته لتوفق المنقوش في إدارة المجلس، معتبراً أنه “أمر يبعث برسالة إيجابية حول دور ليبيا في المنطقة، ودعمها للمرأة”.
وفي طرابلس، عبر رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، عن تشرفه بترؤس ليبيا الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب “بعد غياب دام تسع سنوات عن الرئاسة”، بحسب تغريدة على حسابه.
وأبدى الدبيبة تطلعه لأن تبذل المنقوش جهودها لـ”حشد الدعم العربي لإنجاح الانتخابات”، وأن تعطى للمرأة العربية الريادة باعتبارها “أول سيدة تتولي الرئاسة”، الأمر الذي لم تخف وزيرة الخارجية فخرها به حين غردت على حسابها قائلة: “أتشرف بأن أكون أول امرأة تقود التئام العرب، ونأمل أن يكون ذلك فاتحة خير وباكورة عودة بلادنا إلى دورها الطبيعي في قلب الأسرة العربية”.
وفي الجهة المقابلة، عبرت وزارة الخارجية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب تقديرها للموقف المصري خلال جلسة مجلس وزراء الخارجية العرب الذي ترأسته المنقوش.
وفي بيان لها، اعتبرت وزارة خارجية حكومة مجلس النواب أن مصر “أبان موقفها عن احترام الشرعية الوطنية والالتزام بخيارات الأجسام المنتخبة ومناصرة حق الليبيين في استرداد وامتلاك العملية السياسية”.
ودعت الوزارة كل الدول العربية إلى “اتخاذ موقف مماثل تتجسد فيه روح الأخوة ووحدة المصير من خلال احترام إرادة الليبيين وأجسامهم المنتخبة في اختيار حكومتهم الشرعية”، بحسب تعبيرها. كما دعت الوزارة جامعة الدول العربية وأمانتها إلى “فك الارتباط نهائياً بحكومة الدبيبة” مجددة وصفها بـ”منتهية الولاية”.
وانسحب وزير الخارجية المصري والوفد المرافق من الجلسة الافتتاحية للدورة العادية 158 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، مع انتهاء كلمة وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب الذي ترأس الدورة السابقة لمجلس الوزراء العرب، وتسليمه الكلمة إلى وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة نجلاء المنقوش، التي تترأس الدورة الحالية للمجلس.
وعلقت المنقوش على مغادرة شكري للجلسة، وقالت للصحافيين: “نحترم موقف الوزير المصري، لكنه مخالف لأعراف جامعة الدول العربية وقرارات مجلس الأمن، ولا نتفق معه”. وأكدت المنقوش أن حضورها “مدعوم دوليًا، كون حكومة الوحدة الوطنية هي الحكومة المعترف بها دوليًا في ليبيا بموجب اتفاق برلين ومؤتمر باريس”.
ويأتي انسحاب شكري والوفد المرافق في إطار دعم مصر للحكومة المكلفة من مجلس النواب في شرق ليبيا.
وتدعم مصر بشكل عام سياسة الجانب الشرقي من البلاد، وقادته الممثلين في اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، المعارضين لحكومة الوحدة الوطنية والداعمين للحكومة التي كلفها مجلس النواب في فبراير/شباط الماضي، برئاسة فتحي باشاغا.
من جهته، أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط “بنجاح القمة العربية برئاسة المنقوش”، وقال في تصريح صحافي، إنّ الاجتماع كان “سلساً وسهلاً”.
وكشفت وكالة نوفا الإيطالية، نقلاً عن مصادرها، عن أنّ “مصر لا ترحب بزيارة المنقوش، لكن الإمارات فرضت سماعها خلال ترؤسها الاجتماع”.
من جهة أخرى، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، سلطان بن سعيد المريخي، دعمه الكامل لرئاسة دولة ليبيا لأعمال الدورة. وقالت الوزارة الليبية، إنّ المريخي “هنأ المنقوش خلال لقاء جمعهما اليوم لكونها أول وزيرة خارجية عربية “امرأة” تتولى رئاسة المجلس الوزاري.
واستبقت حكومة مجلس النواب الليبي جلسة الجامعة ببيان أصدرته أمس الاثنين طالبت فيه بـ”عدم تولي حكومة الوحدة الوطنية رئاسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة”.
واعتبرت أن الجامعة العربية بهذا الإجراء “تخالف دورها المعهود في التضامن الكامل مع دولة ليبيا في أزمتها، ومساعدتها في الحفاظ على وحدة أراضيها، والاعتراف بالحكومة الليبية ممثلا شرعية وحيدا للشعب الليبي”، بل “ستشكك في نزاهة وشرعية الجلسات تحت رئاسة جسم منتحل صفة الشرعية”.
ويحتد في ليبيا منذ مارس الماضي خلاف حول السلطة بين الحكومتين، وتسيطر حكومة الدبيبة على العاصمة التي تتواجد فيها مؤسسات الدولة السيادية والمالية، وترفض تسليم السلطة إلا بعد إجراء الانتخابات، وتقابلها حكومة باشاغا بشرق وجنوب البلاد، والتي فشلت ثلاث مرات في دخول طرابلس.