عربي 21-
التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، برئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي لبحث التطورات حول الانتخابات الرئاسية في ليبيا المعلن تنظيمها، في 24 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، على هامش القمة الثالثة للشراكة التركية الأفريقية المنعقدة في مدينة إسطنبول.
فيما ينتظر أن يلتقي الرئيس التركي بالمستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني وليامز وسط تزايد الشكوك حول فرضية تأجيلها.
مباحثات تركية ليبية
والتقى الرئيس التركي، الأربعاء، وفدا عن البرلمان الليبي ترأسه النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي فوزي النويري.
وقال الموقع الإلكتروني لمجلس النواب، إن لقاء وفده مع أردوغان “تناول العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسُبل تعزيز التعاون المُشترك على كافة الأصعدة بما يخدم مصلحة الشعبين الليبي والتركي، كما تناول اللقاء الأزمة الليبية ووقف التدخلات الخارجية في الشأن الليبي وسُبل تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة، بالإضافة إلى عدد من الملفات ذات الاهتمام المُشترك”.
وأضاف الناطق باسم مجلس النواب عبد الله بليحق أن لقاء وفد النواب مع أردوغان تناول سبل تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة، بالإضافة إلى عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك. والعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيز التعاون المشترك على كافة الأصعدة بما يخدم مصلحة الشعبين الليبي والتركي.
وتأتي زيارة الوفد البرلماني الليبي إلى أنقرة، استكمالًا للاجتماع الافتراضي الذي عقد قبل أسابيع بين عدد من أعضاء مجلس النواب ونظرائهم من أعضاء مجلس الأمة التركي، برئاسة أحمد يلدز رئيس جمعية الصداقة التركية الليبية، ورئيس لجنة الخارجية بمجلس الأمة التركي عاكف كيلش.
وطالبت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب بخطوات من الجانب التركي لتعزيز التعاون بين البلدين، وأوضح رئيسها يوسف العقوري أن أبرز هذه الخطوات “فتح القنصلية في بنغازي وتسهيل إجراءات سفر المواطنين من البلدين، وتسهيل منح التأشيرة للمواطنين الليبيين، وتفعيل الاتفاقات التجارية بين البلدين، وتهيئة الظروف لعودة الشركات التركية لاستئناف مشاريعها في ليبيا”.
من جهة أخرى، تسعى المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ستيفاني وليامز، لإنقاذ الانتخابات الرئاسية في ليبيا من التأجيل، وسط تزايد الشكوك في تنظيمها بموعدها المعلن في 24 ديسمبر الجاري.
والتقت وليامز عددا من القادة السياسيين والعسكريين في ليبيا، وأعلنت بعد ذلك أن مهمتها تتمثل في دعم العملية الانتخابية.
وكانت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، قد أجرت قرابة الـ13 لقاء مع المكونات السياسية الليبية، شملت اجتماعا مع رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، ورئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، ومسؤولين آخرين، وذلك قبيل أيام من انطلاق السباق الرئاسي.
رفض حفتر وعقيلة
من جانبه، كشف المحلل السياسي، عبد السلام الراجحي أن رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، واللواء المتقاعد، خليفة حفتر، رفضا الاجتماع بالمستشارة الأممية الخاصة في ليبيا، ستيفاني وليامز، وذلك في إطار سعي الأخيرة لضبط المشهد السياسي قبيل الانتخابات المرتقبة.
وقال الراجحي في حديث خاص لـ”عربي21″، إن وليامز تقوم بجولات مكوكية، تجتمع خلالها بالأطراف ذات العلاقة بالأزمة الليبية، بهدف الاستماع لهم، واستكشاف آرائهم فيما يجري، في محاولة لضبط أي توترات قد تحدث بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات.
وفي هذا السياق، شدد الراجحي على أن المعلومات لديه تشير إلى أن وليامز، حاولت أكثر من مرة لقاء “عقيلة” و”خليفة”، إلا أنهما رفضا، معللا ذلك بأن “لديهما مخططا لإثارة الفوضى من جديد بعد الرابع والعشرين من الشهر الجاري، تضمن إصدار قرارات منفردة، إن لم تجر الانتخابات”.
إلغاء قائمة المرشحين
وفي السياق ذاته، ألغت محكمة استئناف مصراتة الليبية، الخميس، اعتماد القائمة الأولية لمرشحي الانتخابات الرئاسية، مع إيقاف جميع إجراءات المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، حتى الفصل في القضية.
واستند قرار المحكمة، الذي حصلت “عربي21” على نسخة منه، إلى “بطلان تشكيل المفوضية العليا للانتخابات الحالي، ومن ثم بطلان كافة قراراتها”.
ومن المقرر إجراء انتخابات رئاسية في ليبيا يوم 24 الجاري، ثم أخرى برلمانية بعدها بثلاثين يوما.
لكن ثمة خلافات بين مؤسسات رسمية ليبية حول قانوني الانتخاب وتوقيت إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وسط توتر كبير وتوقعات بتأجيل الاستحقاق الانتخابي.