تطورات ملف المصالحة بين مصراتة وتاورغاء
زرزاح يؤكد تمسكه بالاتفاق المبرم بين مصراتة وتاورغاء ويتهم “الطرف الآخر” بعد الالتزام ببنود الاتفاق
(الناس)- صرح رئيس لجنة الاتفاق المبرم بين مصراتة وتاورغاء عن مدينة مصراتة “يوسف زرزاح” أن لجنته لازالت متمسكة بكل ما جاء في الاتفاق دون تعديل أو تغيير.
وقال زرزاح في تصريح إعلامي إن لجنته تعمل منذ أكثر من سنتين على هذا الملف، وقد تم الاتفاق على عدة أمور لم يلتزم بها الطرف الآخر، مشيرا إلى أن أي اجتماع لا يمثله المجلس البلدي أو رئيس وأعضاء اللجنة التي يترأسها كمندوبين عن المتضررين لا يمثله بأي شكل من الأشكال، مؤكدا استعداده للجلوس مجددا للحوار: نحن على استعداد للجلوس والحوار مع اي طرف من المتضررين والمكونات الاجتماعية المشرعة بالمدينة كالأعيان والحكماء والقبائل ومؤسسات الدولة.. ورابطة أسر الشهداء والمفقودين… كما وإن اللجنة لا زالت مستمرة بعملها وستواصل العمل على تنفيذ بنود الاتفاق”- حسب قوله
وكان مجلس الوزراء قد أثار اليوم وهو الأول له في 2018 ملف عودة تاورغاء في اجتماعه حيث تطرق رئيس المجلس الرئاسي “فائز السراج” إلى متابعته اليومية لملف مهجري تاورغاء إلى مدينتهم، والأسباب التي حالت دون عودتهم في الأول من الشهر الجاري، مؤكدا على استمرار الجهود من خلال التواصل مع كافة الأطراف لحلحلة المعوقات التي تحول دون ذلك في أسرع وقت.
وتناول السيد الرئيس الأوضاع في مدينة درنة والتحشيدات العسكرية هناك، مؤكداً على موقف المجلس الرئاسي بعدم الانجرار وراء تصعيد عسكري غير محسوب العواقب، وما ينتج عنه من أوضاع إنسانية صعبة.
واستمع مجلس الوزراء لحكومة الوفاق الوطني إلى شرح مفصل من قبل وزير الدولة لشؤون المهجرين والنازحين حول خلفيات الاتفاق الموقع بين بلدي مصراته وبلدي تاورغاء بشأن عودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم، وما رافق هذا الاتفاق من عراقيل أثناء تنفيذه بالرغم من إيفاء المجلس الرئاسي بالتزامه تجاه هذا الاتفاق، مؤكداً على استمرار الاتصالات الاجتماعية بين الطرفين.
كما قدم وزير الصحة نبذة عن الإجراءات المتخذة من جانب وزارة الصحة ومنها توفير بعض الأجهزة والمعدات للمستشفى الميداني المقام بمخيم نازحي تاورغاء بمنطقة قرارة القطف.
كما ذكرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن مكتب منظمة يونيسيف في ليبيا يقوم حاليا بتقديم الدعم النفسي وبناء دورات المياه لحوالي 200 أسرة نازحة من تاورغاء ومتواجدين حاليا في مخيم مؤقت أقيم في قرارة القطف في المنطقة بين بني وليد ومصراتة. وهو جزء من دور اليونيسيف في ليبيا التي تقدم التي أعلنت خلال اليومين الماضيين أنها تمكنت في العام 2017 من تسريح 5000 طفل من الجماعات المسلحة- حسب قولها.
وقد نقلت مصادر إعلامية عن وزير الحكم المحلي “بداد قنصو” أن وفدا من ناشطي المصالحة في ليبيا سيزور مصراتة لمحاولة تحريك الملف في اتجاه إقفاله.
يشار إلى أن مشكلة نازحي تاورغاء ابتدأت منذ 2011 حيث خرجوا من ديارهم مضطرين تحت حدة الاشتباكات إبان تقدم الثوار على كتائب النظام السابق، والتي اتخذت من تاورغاء منطلقا لها لمهاجمة مصراتة.
ويحمل متضررون من مدينة مصراتة بلدة تاورغاء المجاورة مسؤولية انخراط شبابها في العمليات العسكرية ضد مصراتة، وطالبوهم بتسليمهم، من أجل تسوية الخلاف، مع شروط أخرى. فيما عملت طيلة عامين لجان مشتركة من الطرفين لتسوية الملف عن طريق المصالحة، وجبر الضرر للمتضررين من الطرفين، حتى توصلت الأطراف إلى اتفاق مكتوب. وهو الذي عرقل لاحقا بعد أن وعد المجلس الرئاسي أهالي تاورغاء بتمكينهم من العودة إلى منازلهم التي تركوها في 2011 في مطلع فبراير الجاري.