عربي 21-
نشرت شبكة “سي إن إن” تقريرا لميكول روس قال فيه إن طائرة القذافي الخاصة تواجه مشاكل قانونية وفنية منذ بداية عملها ووصولها إلى فرنسا بعد سقوط الزعيم الليبي في ثورة 2011.
وسيطر الثوار على مطار طرابلس في 2011 وحصلوا على هدية كبيرة، مع أنهم لم يقبضوا على القذافي الذي قتل في سرت بعد عدة أسابيع. ولكنهم حصلوا على واحدة من رموز سلطته وهي طائرته الخاصة “إيرباص إي340- 200” ذات المحركات الأربع التي تعرض جسدها لطلقات الرصاص إلا أن داخلها لم يصب بشيء.
وبعد ذلك تم فتحها للصحافيين للتعرف على داخلها واكتشفوا أنها عبارة عن “قصر طائر” للقذافي، وتحتوي على حمام ساخن وسينما وغرفة نوم محاطة بالمرايا وغير ذلك. وبعد سنوات في مدرج صيانة بجنوب فرنسا التقط لها المصور المتحمس لطائرات إيرباص كيلمنت أليون صورة في 3 مايو 2021 وهي تحلق فوق بيرينيان.
وكان مصير هذه الطائرة الفارهة بمثابة مأزق للسلطات الليبية، وماذا ستفعل بطائرة مرتبطة ارتباطا وثيقا بتصرفات القذافي المفرطة؟ ومن الخيارات التي طرحت تجريدها من الديكور الداخلي الفخم وتحويلها إلى طائرة نقل عادية، وهذا ما حدث لطائرة رئيس تونس زين العابدين بن علي إي304 الذي كان أول رئيس يسقط في الربيع العربي عام 2011. وتم بيع طائرته للخطوط الجوية التركية. إلا أن هذا الخيار لم يتوفر لطائرة القذافي.
لكن مهما حدث لها في النهاية فقد كانت بحاجة إلى عملية إصلاح واسعة. ولهذا السبب نقلت الطائرة الرئاسية السابقة برقم تسجيل 5إي- وان إلى مجمعات شركة إياس إندستريز (سابينا تكيكنيكس) وهي شركة متخصصة في صيانة وإصلاح الطائرات ومتعاقدة مع الخطوط الجوية الفرنسية.
ومقارنة مع الطائرات التي وجدت نفسها وسط النيران في مطار طرابلس واعتبرت غير صالحة للعمل إلا أن طائرة القذافي اعتبرت صالحة. والضرر الذي حصل لها كان خطيرا لدرجة أنها قطعت رحلة 900 ميل إلى فرنسا على مسافة ثلث التحليق العادي.
وعندما وصلت إلى فرنسا تم إصلاحها وتغير لونها واستبدلت كسوتها (أفريقية 9999) وهو الرقم الذي يعلم ميلاد الإتحاد الأفريقي في 9 سبتمبر 1999 بالعلم الليبي. وكانت الطائرة جاهزة للتحليق بحلول 2013، وبدلا من استخدامها في الخدمات التجارية احتفظت بها الحكومة الليبية لاستخدامها الخاص. وبعد رحلة قصيرة في 2014 بسبب تدهور الأوضاع في ليبيا عادت الطائرة 5إي- وان مرة أخرى إلى برينيان.
وكان وصولها إلى التراب الفرنسي بداية لتعقيدات قضائية، بشكل ترك طائرة القذافي في المدرج حتى يومنا هذا. ويبدو أن الملاحقات القضائية والجدل هو قدر الطائرة هذه أينما حلت وارتحلت.