* كتب/ محمود ابوزنداح asd841984@gmail.com
تختلف نظرة الساسة عن الرعية في تسيير الأمور وخاصة الجانب الاقتصادي ذو الطابع المالي منها، فقد يتبدى لك إنسان ممتلئ العضلات تظنه قويا وهو لم يفصح عن مدى قوته، وترى إنسانا هزيلا وتعتقد في نفسك أنه ضعيف ولكن في الحقيقية الأمر لديه قوة هائلة.
عندما ينزل الدينار يسعد البائعون وعندما يصعد تصرخ الجماهير، ترتفع أسعار المواد إذا صعد الدولار أم نزل! ولكن مايهمنا الجماهير التي تستهلك فقط دون التحكم في البضاعة أو في العملة التي بيدها!!
كل شيء يدور حول سلب هذه العملة من يد المواطن، تتحايل الحكومة وينفخ الفجار ألسنتهم مدعين أنهم تجار.. الدينار الأردني أقوى سعراً من السعودي والخليجي بصفة عامة تقريباً، ولكن هل الاقتصاد الأردني أكبر وأقوى مِن السعودية مثلاً أو تركياً … أو حتى مصر؟ إذن لماذا هذه الدول أوراقها المالية في انحدار شديد؟؟ ولماذا العالم يصرخ بأن إيران قد انتهت بسبب أن عملتها قد تنهار؟!
هذه الدول استعملت الذكاء العالي لأنها دول تصدر منتجات !! إيران تصدر إلى العراق وغيرها جميع المنتجات، والكل يبحث عن انخفاض العملة حتى يشتري الكثير، فعندما تعرض بضاعتك وبسعر منخفض مقارنة بقيمة عملتك المحلية فأنت هنا محط أنظار جميع الشركات التي تبحث عن منتج جيد وبسعر منخفض، هذا لن يحصل إلا إذا كانت القيمة على العملة مخفضة عندما تحول مِن العملة المحلية إلى الصعبة مثلاً وقس على ذلك …. إذن انخفاض العملة مفيد في حالة واحدة فقط، عندما تصدّر، ولكن ليس عند الاستهلاك.
تخبط المصرف المركزي جعل منه صارف الأموال ليس إلا، بل مهدر لها خارجيا عبر اعتمادات وهمية قد انتهت بعصابات وابتعدت عن التجار الحقيقيين، فانتهى الأمر إلى فجوة كبيرة بين التجار والمصرف المركزي الذي لازال يخاطبنا بخطاب رئيس العصابة، يحبك الخطط ويفكر كيف يسلب الأموال ويدخلها إلى خزينة المصرف حتى يقفل عليها، ثم يعيد الفتح حسب المزاج.. تصرفات أطفال، لانعرف كيف تم تسعير الدولار إلى 4:48 ولا يعرف ماهي الخطة على مدى السنوات المقبلة.
شد الحبل بين التجار والمصرف المركزي، نتيجتها كارثية، والمواطن هو الذي يدفع الفاتورة، ولهذا المصرف مصرّ على الخطأ، لأنه يعلم أنه في مأمن عن المساءلة ويبقى المواطن هو الكبش الصابر عّن الذبح.