* كتب/ محمد الجمل،
لم يكن لي رغبة في الكتابة في هذا الموضوع لأسباب، أولها (ما فيش من يسايرك) الكل يخاف، وثانيها الاتهامات السخيفة من ناقصي العقل والدين بالخروج من الملة.. لكن الهجوم الدامي على الصحفية الفرنسية من أسابيع، ومقتل مدرس التاريخ من يومين يجعل السكوت أمرا مخجلا ومهينا..
الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكما تقول كتب السيرة أوذي في جسده وحورب في رزقه وحوصر أهله في شعب الجبال، ولم ينتقم لنفسه.. أي خدمة قدمتها للإسلام وبمن تقتدي يا هذا؟.. أي دين مشوه تدعو له؟ وأي إساءة تقدم؟ لقد أسأت لنا بأكثر مما أساء الرسم الساخر للرسول صلى الله عليه وسلم ولنا .
يقول ما كرون إن الإسلام في أزمة وإن الإرهاب الإسلامي ضرب فرنسا، وإنه يجب إيجاد الحلول لإيقاف الأصوليين ..
أقول، إن المسلمين في أزمة.. أما الاسلام فلا.. لا يعقل أن يكون الدين الذي أكمله الله وأتمه وارتضاه للعالمين لا يرضيهم!؟ (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) كما أن الدين لا ينبغي أن يكون أقل من دقة الكون ومسارات النجوم والكواكب، وحركة الشمس والقمر وفي أنفسنا والمخلوقات من حولنا، وإلا لما كان هذا الدين منه جل في علاه.
كما لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يخالف النبي محمد -وهو الناطق والمبلغ عن ربه- ما أوحي إليه، فيأمر بما لم يؤمر ويحرم ويحلل من تلقاء نفسه، أو ينسخ آية فيبطل حكما ويقرر فرضا أو يحذفه.. كأن نقول عنه مثلا إنه قال.. أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا.. الحديث، في حين أن القرآن يقرر حرية الاعتقاد وأن الله تعالى هو المسؤول عن عباده، (ليس عليك هداهم)، (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، (لكم دينكم ولي دين)، كما أن الاختلاف سنة كونية ولا يمكن أن نكون أمة واحدة، (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين!؟).. أو أن نحجز الجنة حصرا لنا دون ملل الأرض وقد قال تعالي في ثلاث مواضع (إن الذين هادوا والنصارى والصابين من آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون).. وغيرها من الشواهد التي لا يتسع منشور لذكرها ..
نحن نحتاج بشدة إلى إجراء مراجعات وتفهم ديننا وفق معطيات عصرنا، ووفق مداركنا نحن ونبرئ الرسول صلى الله عليه وسلم مما نسب إليه زورا وبهتانا، من أقوال يخجل المرء من ذكرها أحيانا ويضحك من سذاجتها أحيانا أخرى.. حاشاه من قولها وهو الذي قال عنه تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم) ..