الناس-
كسر وزير الدفاع الليبي “صلاح الدين النمروش حاجز الصمت إزاء التحركات العسكرية المتزايدة التي يقوم بها أمير الحرب حفتر على خطوط التماس مع القوات الليبية منذ إعلان وقف إطلاق النار في الحادي والعشرين من أغسطس الماضي.
وخاطب النمروش في برقية عاجلة الخميس (08 أكتوبر 2020م) رئاسة الأركان العامة وآمري المناطق العسكرية وغرفة العمليات المشتركة بالمنطقة الغربية لاتخاذ كافة التدابر بصد ومنع أي هجوم محتمل على مدن بني وليد وترهونة وغريان، مع توخي أقصى درجات الحيطة والحذر.
وجاء في البرقية المشار إليها: “تفيد المعلومات الواردة إلينا باحتمال قيام مجرم الحرب المدعو خليفة حفتر بالهجوم على مدينة بني وليد وترهونة وغريان.
ودعم المعلومات التي أوردها الوزير فقد رصدت تحركات لميليشيات حفتر التي قوامها من مرتزقة شركة فاغنر ومجندين من تشاد والسودان وسوريا في مناطق الجنوب الليبي ومنطقة الوسط، كما رصدت إنشاء تحصينات حول قاعدة الجفرة الجوية ومنطقة سرت، وهبوط طائرات مقاتلة بهما تحمل عتادا عسكريا، وتحرك آليات من مناطق خاضعة لحفتر في الشرق باتجاه هذه المناطق.
ونقل المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب عن النمروش تصريحات قال فيها إن وزارته لا تعتمد في معلوماتها على كلام مرسل، بل على معلومات استخباراتية دقيقة ومؤكدة، وقاتنا على أتم الجاهزية لصد أي محاولة ووأدها في مكانها.
وكان ناطق حفتر قد حاول نفي المعلومات، غير أن السوابق التي سجلت على حفتر منذ غدره بالعاصمة طرابلس قبل ملتقى غدامس الجامع بعشرة أيام في أبريل 2019، وخرقه لكل هدنة يعلن عنها أثناء المواجهات على أبواب العاصمة وضواحيها، دعت وزير الدفاع للقول:
“لم ولن ننسى تلك الإعلانات المتكررة من قبل حفتر والمتحدث باسمه عن وقف إطلاق النار طيلة فترة عدوانهم واعتدائهم الغاشم على طرابلس وأهلها”.
وتابع النمروش يقول: “لم ولن ننسى ما قامت به مليشياتهم المجرمة من استهداف لمنازل الآمنين وللبنية التحتية للعاصمة في قصف مقيت بغيض، دلَّ غير مرة على إجرامهم ودمويتهم، وعلى عدم التزامهم (المطلق) بوعودهم لوقف إطلاق النار.. كنا ولا زلنا على التزام تام بوقف إطلاق النار، ومع أي حوار شامل يُعيد إلى ليبيا أمنها واستقرارها… وواثقون في قدرة جيشنا للرد بقسوة على أي خرقٍ جديد أو أي محاولة تهدف للنيل من ليبيا وشعبها”.
واستجابة لبرقية النمرش دعت رئاسة الأركان الليبية منتسبيها إلى الاستعداد وتجهيز العربات والآليات واتخاذ كافة التدابير للتصدي لأي عدوان- حسب برقية أصدرتها في نفس اليوم وحصلت صحيفة الناس على نسخة منها.
كما رصدت الصحيفة عددا من ردات الفعل تجاه الدعوة من قبل كتائب وسرايا الجيش الليبي التي أسهمت في دحر العدوان على العاصمة ومطاردة المعتدين حتى سرت والجفرة، وصرح آمر القوة المشتركة بالمنطقة الغربية عميد ركن الفيتوري غريبيل أن “لدينا عيون ونقاط مراقبة في القريات والشويرف وبني وليد، ومستعدون لأي تحشيدات لميليشيات حفتر”.
كما حذرت سرية أسود الهاون وهي إحدى السرايا المقاتلة التابعة للمنطقة الغربية حفتر وأتباعه “من التفكير إعادة أوهامهم التي انتهت على أيدي الابطال المدافعين عن العاصمة طرابلس ومدن الغرب الليبي.
وقالت في بيان أصدرته على خلفية البرقيتين إنها “تُعلن استعدادها لإحراق آليات ميليشيات حفتر ومدرعاته الإمارتية وعلى جاهزية تامة لأي طارئ تنفيذاً لتعليمات وزير الدفاع العقيد الدكتور صلاح الدين النمروش باتخاذ كافة التدابير لصد ومنع اي هجوم محتمل مع توخي اقصى درجات الحيطة والحذر بعد ورود معلومات باحتمال قيام مجرم الحرب المدعو حفتر بالهجوم على مدن بني وليد وترهونة وغريان”.
وعلى نفس المنوال رفعت (قوة الشهيد 11- 20) درجة التأهب والاستعداد، وأعلنت عن “جاهزية تامة لأي طارئ” وفق منشور لها عززته بصور لعتادها وتجهيزاتها.
يشار إلى أن الهدوء قد ساد خطوط التماس بين قوات حكومة الوفاق والمتمردين والمرتزقة المساندين لهم بعد أن أعلن القائد الأعلى فائز السراج عن وقف كامل لإطلاق النار في كامل التراب الليبي في (21 أغسطس 2020) استجابة لدعوات دولية، رغم بعض الخروقات لمليشيات حفتر التي لم تكن مؤثرة.