(9 أغسطـــــس 1940) تأسيـــس جيـــش طـــرابلس برقـــة
(9 أغسطـــــس 1940)
(تأسيـــس جيـــش طـــرابلس برقـــة)
* كتب/ أسامة وريث
– كما تُظهر لنا الوثائق – وهو المعروف شعبياً بـ(جيـــش التحــرير السنـــوسي) بقيادة الأمير الراحل إدريس المهدي السنوسي، وبدعم وتسليح من طرف السلطات البريطانية في شمال أفريقيا.
(رغم أن الحقيقة) وبكامل التأكيد أن اسمه كما في الصورة الوثيقة العسكرية البريطانية كان (جيش طرابلس برقة)… وهي صادرة من السلطات البريطانية في 13 اكتوبر 1943 ويسمى كذلك بـ(الجيش السنوسي البريطاني) وهي عبارة مكتوبة أيضا بالسطر الثاني من الوثيقة .
نستنتج من ذلك وغيره أن عبارة “جيش التحرير السنوسي” في واقع الأمر هي زائدة ومحشية.. وهذه حالة تشوب كثير من جزئيات تاريخنا.. وقد تم إدخالها بعد تأسيس النظام الملكي في ليبيا.
(كجــزء من مهمـــة) دحر الحكم الفاشي في ليبيا بمعونة قوات الحلفاء وبقيادة بريطانيا، وبالتالي إدخال الإدارة البريطانية في حكم البلاد كجزء من الصفقة أيضا، تأسست نواة هذا الجيش على أن يتم دعم إمارة وسلطة الأمير إدريس في ليبيا. وشرقي ليبيا/إقليم برقه على نحو خاص.
من جانب آخر، (الادعاء بأن قوات الجيش السنوسي كان لها الفضل الوحيد في تحرير ليبيا) أمر غير دقيق، فقوة جيش طرابلس برقه، لم تكن سوى مجرد بضع كتائب مشاة مسلحة تسليحاً خفيفا.. لا يمكنها الوقوف أمام آلة الحرب الإيطالية والألمانية.
بتقدم قوات الحلفاء تم في الفتـرة مابين (ينايـر – فبـراير 1941 حتى ينايـر 1943) أن تحـولت الجهـات الشـرقيـة من ليبيـا إلى مسـرح فعلي للقـتال..
سقطـت (طبـرق، درنـة، بنغـازي) وغيـرها من المـدن الرئيسـة؛ بصـورة سـريعة في يـد (الحـلفاء) واسـتمر التقـدم الجـوي والبـري تحـت القـيادة البريـطانية نحـو العاصـمة طـرابلس .
تعرضـت مراكـز المـوانئ والبنـايـات والأبـراج والبواخـر؛ لقصـف دقـيق عقـب تعرضـها لهجمات قـوات الحلـفاء.
(تأسس جيـش طرابـلس برقـه من مختلـف المتطـوعين الليبييـن) وأصبح مع الوقت نواةً للجيش الليبي الرسمي بعد الاستقلال.
(حدث ذلك عام 1952) وتأسس الجيش الليبي في العهد الملكي، وكان (رؤســاء الأركـــان) في بداية الخمسينات ضباط عراقيون من المملكة العراقية، وفي آخر الخمسينات صعد الضباط الليبيون بعد ترقيهم في الجيش؛ خصوصا بعد سقوط النظام الملكي الحليف في العراق على يد القوميين العسكر عام 1958.
تولى رئاسة أركان الجيش، الذي (كان لزاماً أن تتولى قيـادته قيـادات من ضـباط إقلـيم برقـه) على وجه التحديد، وتحت تأثير الحاشية والجهوية – كما تطلعنا مذكرات “الأستاذ بشير السني المنتصر” وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء في الستينات.
وكما يمكننا التأكد أيضا من خلال النظر والبحث في أسماء الشخصيات المشهورة التي تولت رئاسة الأركان في الستينات، وهم :
اللواء السنوسي لاطيوش – العقيد نوري الصديق بن إسماعيل – اللواء السنوسي شمس الدين .
فـ(من بين بعض إشكـالياتنا) كما ترون دائما هو أزمة عدم التوزيع المتساوي للقيادة والسلطة والإدارة والتنمية. وقد كانت تلك – فضلا عن عوامل أخرى – إحدى أسباب حدوث انقلاب صغار الضباط في سرت وسبها ومصراته وطرابلس وبقية المناطق.
فالتهميش والإقصاء؛ لا يوّلد سوى الغبن .